في الوقت الذي تسارع فيه وزارة المجاهدين الزمن لجمع شهادات الحية من خلال الرواية الشفهية لمن عايشوا الثورة والمجاهدين ''الذين تقدم بهم السن كثيرا، قبل وفاتهم''، خاصة أن الكثير من المواضيع التاريخية التي أنجزت، اعتمد فيها كليا على الشهادات الحية، التي تعتبر حاليا أهم وسيلة في جمع الأرشيف وكتابة التاريخ، خاصة بالنسبة لبعض المواضيع التي تنعدم فيها الوثيقة المكتوبة، لازالت الثورات الشعبية بالجزائر محل اهتمام الغربيين والعرب بل يعتبرونها النموذج والمثال وفي هذا الخصوص تصادف وجودنا بالعين الصفراء بالباحث marcin luniewskiمن دولة بولونيا الذي يحضر لنيل شهادة الدكتوراه وموضوع بحثه الثورات الشعبية الشيخ بوعمامة نوذجا وقد قطع المسافات الطوال للوقوف على أثار هذه الشخصية الفذة حيث توقف عند الرسومات الحجرية بتيوت و قلعة الشيخ بوعمامة ******انبهار بالفن المعماري والهندسي للقلعة بمغرار أين أعجب كثيرا بالفن المعماري والهندسي للقلعة وعاد ليقلب أوراق بحثه ليقول ان القلعة لجأ إليها الشيخ بوعمامة للتحصن من الاستعمار بعدما أشار عليه شيخ زاوية الابيض سيد الشيخ وهذا نظرا لتحصن مغرار بجبال الأطلس الصحراوي ووعورة التضاريس التي أبطلت محاولات الاستعمار في الوصول إلى الشيخ بوعمامة عدة مرات كما أبدى ذات الباحث معرفة دقيقة وعميقة لحياة الشيخ وكيف وحد القبائل الصحراوية لمقاومة الاستعمار ومنع فرنسا من استكمال برنامج الجمهورية الثالثة إلى جانب برز الإنعكاسات الميدانية لمقاومة الشيخ في عرقلة مشاريع الاستعمار الفرنسي في الجنوب الغربي مؤكدا بأنها تعد من أعنف المقاومات الشعبية خلال القرن التاسع بعد مقاومة الأمير عبد القادر الجزائري واعتبر هذا الباحث الغربيان مقاومة الشيخ حتى وان لم تحقق أهدافها في طرد الاستعمار من المنطقة إلا أنها أثبتت قدرتها على المقاومة وطول النفس وكانت الطريقة الشيخية الإيمانية التي سعى الشيخ بوعمامة إلى نشر معانيها مقاصدها في أوساط القبائل بمهارة كبيرة قد أفضت إلى توحيد الصفوف وثبات المقاومة إلي لم ينطفْ لهيبها إلا بعد وفاة هذا القائد الرمز في 08أكتوبر 1908 وحسب أستاذ اللغة الانجليزية مرزوقي عبد الواحد مهتم بالجانب التاريخي و الذي كان مرافق ودليل الباحث البولوني فان الزيارة العلمية والبحثية البلوني كانت ايجابية حيث عاد بكثير من المعطيات والمعلومات الهامة إلى جانب إعجابه الكبير بمسار التنمية في الجزائر والتي قال أنها حقيقة ورشة مفتوحة لانجاز مختلف المشاريع إلى جانب التنوع الثقافي والطبيعي بالجزائر والتي قال أنها قارة بكل المقاييس وفي الأخير أبدى اهتماما كبيرا بمدينة تيبازة لاحتوائها على الآثار الرومانية هذا وكان الباحث المذكور قد زار العيد من المناطق منها مكتبة الحامة و المتحف الوطني الى جانب الشلف-وهران—تيبازة-تلمسان- وأخيرا النعامة وقصورها العتيقة.