الاحتراف كلمة ، مصطلح جديد يدخل قاموس رياضة كرة القدم في جزائر الألفية الثالثة ، اختارت هذه الأخيرة إتباع هذا النهج إلا لركب موجة العولمة المفروضة هذه المرة على كل دول العالم الراغبة المشاركة في مختلف التظاهرات العالمية التي تنظمها وتسيرها الهيئات الرياضية وفي مقدمتها الفيدرالية العالمية لكرة القدم ، مستغانم الولاية 27 في التعداد الإداري الجزائري تعد من بين الولايات السباقة التي اختارت الانخراط ضمن هذا المسعى، حيث رفض أبناء مدينة سيدي سعيد ومنذ الوهلة الأولى ونظرا لسمعة وتاريخ الحواتة الانكماش والانطواء على أنفسهم ، هكذا اتبع أبناء الترجي هذا المنحى حتى لا تفوت عليهم فرصة إشراك ولايتهم في أول بطولة احترافية تقرها الدولة الجزائرية بعد 40 سنة من الإستقلال ، لم يجد مسؤولو الترجي المستغانمي الذين أخذوا على عاتقهم السير ضمن هذا المسعى [الإحتراف] الطريق المفروش بالورود ، حيث أنهم وجدوا في بداية الأمر فريقا يتخبط في أزمة مالية خانقة وأجنحة داخل بين الترجي متصارعة من أجل الهيمنة على ما تبقى من الفريق العتيق إلى جانب اختلال صارخ على العارضة الفنية ، هذه الأوضاع المؤسفة لم تفشل الإخوة خيرات ، لاعريببي ، حنيفي، بن راشد وغيرهم تقديم خدماتهم لجمع ما تبقى من فريق الترجي ثم الإسراع في البحث على الوثائق الثبوتية المطلوبة، وبالرغم من ضيق الوقت تمكنوا وفي وقت قياسي جمع ما يفوق مليار دينار جزائري دعمت بها خزينة الفريق ، كل هذا حدث في وقت أوشكت فيه الفيدرالية الوطنية لكرة القدم غلق باب استقبال ملفات الفرق التي اختارت المشاركة في البطولة الإحترافية للقسم الوطني الثاني، هكذا دخل الترجي المستغانمي الإحتراف من بابه الواسع " إداريا " ، لكن الفرحة كما يقال لم تدم طويلا، حيث بدأت الأحلام الكبيرة التي رسمت تتبخر وتتلاشى بعدما وجد الترجي نفسه في ضيق وإحراج كبيرين نتيجة اصطدام المسؤولين والرياضيين بحقيقة الأمور، والمتمثلة في انعدام الوسائل والأدوات التي يحتاج إليها فريق يطمح اللعب ضمن قسم احترافي ، أكثر من هذا لم يستفيد الفريق من أبسط الخدمات داخل المركب الرياضي "الرائد فراج" حيث يقول السيد لاعريبي بوعلام رئيس الفريق تخيلوا مثلا أن اللاعبين لا يمكنهم الاستحمام داخل المركب وكذا وجود تقاعس وتهاون من جانب إدارة المركب في عدم إصلاح الكثير من الأعطاب المتواجدة داخل الملعب والتي لا يمكن في حالة بقائها اللعب ، كما أن إدارة المركب يواصل قائلا لا تعطي أية أهمية لهذا الفريق الوحيد على المستوى الولائي الذي يلعب في القسم الإحترافي ، تخيلوا أنها تبرمج فرق هاوية من الدرجة الثانية والثالثة في البطولات الدنيا كما أنها تفتح المجال حتى للكهول للعب والتدريب ، كل هذا على حساب الترجي الذي تهمشه عنوة ، إلى أن أصبحنا نتسائل هل للسيد مدير المركب مركب نقص اتجاه الترجي أم له مشاكل لا نعرفها تدفع به الى الإنتقام منا بهذه الطريقة المهينة؟ وفي هذا الشأن يقول السيد لاعريبي بوعلام رئيس الفريق أن ما يحدث لا يبشر بالخير، كما أنه لا يشجع بتاتا على إنجاح الاحتراف في ظل هذه الممارسات السلبية ، هذه السلوكات أدت إلى تسرب الكثير من الشكوك و خيبات أمل في نفوس المسيرين ، وفي هذا السياق دائما يرى البعض من مسيري الترجي على أن هذه السنة الأولى التي تلعب فيها البطولة الإحترافية ستكون صعبة على الترجي في غياب التموين المادي خاصة ، فبالرغم من النوايا الحسنة التي بات يتحلى بها مسيرو الفريق كمنح مستحقات اللاعبين والمدرب ومساعديه إلا أن هذا يبق حسبهم غير كاف ولا يسمح للترجي الرقي إلى مستوى الإحتراف الذي أقعدت الفيدرالية الوطنية لكرة القدم الأرض وأقامتها من أجل تطبيقها . هل أن الإحتراف الذي اختارته الجزائر في غير معوده أم أن سلوكات مسيري الفرق لا زالت تحن إلى تدعيمات الدولة التي كانت تقدمها في السنوات الماضية إلى درجة أنهم يخلطون بين الإحتراف والهواة ؟ المهم في كل هذا أن الممارسة والتكيف مع المستجدات ستكون صعبة وقاسية ولن يبق فيها إلا الأصلح. على هامش الحصة التدريبية التي كانت تجريها فرقة الترجي اقتربت جريدة الجمهورية من مسؤولي الفريق والتقطت انطباعاتهم حول الإحتراف في القسم الوطني الثاني بصفة خاصة والجزائر بصفة عامة.