آسيا جبار روائية جزائرية كبيرة، وقلم نسوي متمرد،ولدت بشرشال سنة 1936 وأصبحت من أكبر الروائيين الجزائريين الكاتبين باللغة الفرنسية، تلقت دراستها الأولى في المدرسة القرآنية في المدينة قبل أن تلتحق بالمدرسة الابتدائية الفرنسية في مدينة موزاية ثم البليدةفالجزائر العاصمة،شجعها والدها الذي قالت عنه الراحلة بأنه "رجل يؤمن بالحداثة والانفتاح والحرية"حيث دراستها في فرنسا وشاركت في إضرابات الطلبة الجزائريين المساندين للثورة الجزائرية المظفرة،ورشحت عدة مرات لنيل جائزة نوبل للآداب، غير أن اللجنة السويدية خيّبت آمال عشاقها في كل مرة ليتم انتخابها عام 2005 كعضو في الأكاديمية الفرنسية. فاطمة الزهراء إمالاين،هو الاسم الحقيقي للروائية،خاضت الكتابة الأدبية والمسرحية والإخراج السينمائي بنجاح، فنشرت أول أعمالها الروائية وكانت بعنوان "العطش" (1953) ولم تتجاوز العشرين من العمر،ثم رواية "نافذة الصبر" (1957) وبعد استقلال الجزائر كانت آسيا جبار تدرّس مادة التاريخ في جامعة الجزائر العاصمة وتعمل في جريدة "المجاهد"،مع اهتمامها السينمائي والمسرحي، وفي عام 1958 تزوجت الكاتب أحمد ولد رويس الذي ألف معها رواية "أحمر لون الفجر" وانتقلت للعيش في سويسرا ثم عملت مراسلة صحفية في تونس. كما كانت آسيا جبار أول امرأة جزائرية تنتسب إلى دار المعلمين في باريس عام 1955 م، وأول أستاذة جامعية في الجزائر ما بعد الاستقلال في قسم التاريخ والآداب،وأول كاتبة عربية تفوز عام 2002 بجائزة السلام التي تمنحها جمعية الناشرين وأصحاب المكتبات الألمانية، وقبلها الكثير من الجوائز الدولية في إيطاليا،الولاياتالمتحدة وبلجيكا، كما خاضت الأديبة الراحلة غمار الإخراج السينمائي لتقدم لجمهورها العريض فيلم "نوبة نساء جبل شنوة" الذي نالت به تقدير لجنة تحكيم مهرجان البندقية عام 1979 لتعود لحبها وشغفها الأول الكتابة الروائية والشعر،ومنذ سنوات عديدة ينتظر عشاقها أن تمنحها أكاديمية نوبل، نوبل الآداب وفي كل سنة تخيب تطلعاتهم. وتوارت آسيا جبار منذ عدة سنوات عن الأنظار، حتى رحيلها ليلة أمس. حضور أدبي غزير من بين الأعمال الأدبية التي خلّفتها نذكر على سبيل المثال لا الحصر، رواية "الذين نفذ صبرهم" و" وهران... لغة ميتة"،" أطفال العالم الجديد" عام 1962 والتي تناضل بطلتها من أجل التغيير السياسي وحقوق المرأة،ثم " أحمر لون الفجر" عام 1967 و"الحب الفانتازيا" عام 1985 ثم "ما أرحب السجن" عام 1995 و"الجزائر البيضاء" عام 1996 و"مرآة بدون ضريح" عام 2002 ولديها مجموعات قصصية كثيرة وروايات متخصصة في قضايا المرأة منها "أخت شهرزاد" عام 1987 و"دماء لا تجف على اللسان" 1999 ولها رواية عاطفية يتيمة نشرت في التسعينات بعنوان "ليالي ستراسبورغ" التي حازت على "جائزة ميديسيس" إحدى أرفع الجوائز الفرنسية وهي رواية عاطفية. ويعد أبرز تتويج لمسيرة آسيا جبار النضالية هو نيلها عام 2002 جائزة السلام التي تمنحها ألمانيا خلال معرض فرانكفورت تكريماً لكبار الأدباء أما أبرز حدث في مسيرتها الإبداعية هو انتخابها في 16 جوان 2005 عضوا في أعرق مؤسسة تعليمية في فرنسا وهي الأكاديمية الفرنسية لتصبح بذلك الشخصية العربية الأولى والشخصية النسائية الخامسة في الأكاديمية الفرنسية التي تعرف 'بمؤسسة الخالدين'،والتي تتألف من أربعين خالدا أوكلت إليهم فرنسا مهمة السهر على احترام اللغة الفرنسية وتأليف قواميسها.