رغم أن إنتاج ملبنة تيزي من الحليب المبستر قد تقلص من 120 ألف لتر يوميا خلال رمضان إلى حوالي 90 ألف لتر حاليا، إلا أن مدير الملبنة السيد مصدق محمود يؤكد أن الحليب المتوفر في الوقت الراهن في السوق كاف لتلبية إحتياجات سكان ولاية معسكر، مقدرا هذه الإحتياجات بحوالي 80 ألف لتر يوميا، ومن هنا فلا وجود لآية جهة أو منطقة تعاني من نقص في هذه المادة بالنسبة لولاية معسكر حسب نفس المسؤول. ويضيف السيد مصدق في ذات السياق، أن فائض الإنتاج الزائد عن حاجة الولاية يوزع بولاية وهران التي تستقبل يوميا ما بين 20 إلى 25 ألف لتر من إنتاج ملبنة تيزي، ملاحظا أن ولاية معسكر تتوفر على 3 ملبنات أخرى تابعة للقطاع الخاص تساهم أيضا في تموين السوق المحلية. ( بحوالي 20 ألف لتر من الحليب يوميا) فضلا عن كميات أخرى من هذه المادة تسوقها بمعسكر ملبنات تتواجد بالولايات المجاورة. وإستدل السيد مصدق على توفر مادة الحليب بأسواق معسكر بكون عاصمة الولاية وحدها تستقبل من إنتاج ملبنة تيزي 18 ألف لتر يوميا بينما تقدر إحتياجاتها ب 15 ألف لتر كل يوم .(والملاحظ أن هذه الكمية الموزعة لا تمثل في الواقع سوى لتر واحد لكل 7 أشخاص) سواء بالنسبة للولاية كلها أو بالنسبة لعاصمتها فقط). مما يوجب إعادة النظر في طريقة تحديد إحتياجات المواطنين من الحليب لتفادي أي عجز أو خلل في توفيره في السوق. وبصورة عامة، فإن ملبنة تيزي وهي وحدة عمومية أنتجت لوحدها خلال العام الماضي 2009 حوالي 33 مليون لتر من الحليب المبستر منها خمسة ملايين و120 ألف لتر من الحليب الطازج المجموع من عند مربي الأبقار الحلوب والذي تم إدماجه ضمن الحليب المبستر المنزوع الدسم. إنتاج هذا العام سيصل إلى 36 مليون لتر بينما يتوقع مسؤول الملبنة أن يصل إنتاج العام الجاري 2010 ما يقارب 36 مليون لتر منها 8 ملايين لتر من الحليب الطازج بنسبة إندماج تفوق 22٪ وهي نسبة قدرها نفس المصدر ب25٪ كمعدل. ودائما بخصوص الحليب الطازج (حليب البقرة) تستقبل ملبنة تيزي ما بين 18 إلى 22 ألف لتر من هذا النوع من الحليب يوميا من عند 380 مربي تتعامل معهم... وهي الكمية التي يقوم بجمعها كل يوم 30 مجمعا للحليب، علما أن 80٪ من هذا الحليب الطازج يدمج في إنتاج الحليب المبتسر حسبما أوضحه لنا مدير ملبنة تيزي، وتوجه الكمية الباقية لإنتاج الحليب الكامل الدسم، أي حليب البقرة المسوق بأسعار حرة. وبينما كانت ملبنة تيزي تنتج خلال شهر رمضان ما بين 20 إلى 25 ألف لتر يوميا من حليب البقرة بحكم زيادة الطلب عليه، فإنها لا تنتج حاليا سوى 5 آلاف لتر يوميا في حين توقف إنتاج اللبن ويتم إنتاج الرائب من حين لآخر بمعدل ألفين إلى 3 آلاف لتر إلى جانب إنتاج ما يقارب القنطار من الزبدة يوميا. ويعتقد مدير ملبنة تيزي أن تسقيف سعر حليب البقرة في مستوى 37 دج للتر سيجعل المستهلك يقبل عليه أكثر ويسمح للملبنة برفع إنتاجها من هذا النوع من الحليب، موضحا أن بيع الحليب طازجا بدلا من دمجه يمكن المؤسسة من ربح دينارين إضافيين في اللتر الواحد، وهي تبيعه للموزعين ب 33دج للتر ولو إقتنع هؤلاء الموزعون والتجار أيضا بدينارين كهامش ربح لهم في اللتر الواحد لتمكن المستهلك من شرائه ب 37 دج للتر، ولأمكن بالتالي تطوير إنتاج حليب البقرة في المنطقة. حليب البقرة بلغ 43 مليون لتر ونبقى في بحث موضوع حليب البقرة، لننقل ما أفادنا به المكتب المختص بالحليب بالمفتشية البيطرية بولاية معسكر، حيث أكد رئيس المكتب أن إنتاج الولاية من حليب البقرة في إرتفاع مطرد، وقد وصل خلال الموسم الفلاحي الحالي 2010/2009 إلى حدود 43 مليون لتر منها 9.2 ملايين لتر تم تحويلها نحو الوحدات الإنتاجية، وأوضح نفس المسؤول أن هذه الكمية محسوبة على أساس عدد الأبقار الحلوب المقدرة ب 14 ألف رأس موزعة على 1500 مرب، ويقوم بتجميع هذه الكميات من الحليب 36 مجمعا لنقلها إلى وحدات التحويل ملاحظا أن 4 وحدات إنتاجية من داخل الولاية و4 وحدات أخرى من خارجها تستفيد من إنتاج مربي الأبقار الحلوب بمعسكر ومقدرا الكميات التي تذهب منه نحو ولايات غليزان، مستغانم، وهران وعين تموشنت بحوالي 2.5 مليون لتر سنويا. وعندما سألنا ذات المسؤول عن مصير الفارق بين حجم الإنتاج السنوي ل 49 مليون لتر أو بين الكمية المحولة نحو الملبنات (9.2 مليون لتر)؟ أجاب أنه يذهب للإستهلاك الشخصي للمربين، موضحا أن بعض هؤلاء لا يملكون سوى رأس أو رأسين من البقر الحلوب وبالتالي يفضلون إستغلال وإستعمال حليبهم لفائدة عائلاتهم. (ونلاحظ هنا أن بعضهم يقومون ببيع إنتاجهم في الأسواق، وهي ظاهرة تتكثف أكثر خلال شهر رمضان). عموما فإن مسؤول مكتب الحليب، متفائل بخصوص تطور إنتاج حليب البقرة في الولاية بفضل الدعم الذي تخصصه الدولة لهذه المادة، وهو تفاؤل إستمده من تضاعف كمية الحليب المحول نحو الوحدات الإنتاجية في أقل من عقد من الزمن، وكذا من إقبال المربين على الإلتحاق ببرنامج تجميع الحليب الطازج مقدرا وتيرة هذا الإقبال بحوالي 8 إلى 10 مربين يلتحقون بهذا البرنامج شهريا. حصة ملبنة تيزي من الغبرة تقلصت ب 2.35 ٪ وبخصوص " غبرة الحليب" المسؤولة عن تذبذب الإنتاج في العديد من الوحدات الإنتاجية، فإن كل مسيري الملبنات يشتكون من نقص هذه المادة الأولية، ويؤكد في هذا الشأن السيد مصدق محمود مدير ملبنة تيزي، أنه حتى إذا كانت وحدتهم تحصل على حصتها من "غبرة الحليب"، إلا أن هذه الحصة قد تقلصت بنسبة 35٪ مقارنة مع ما كانت عليه خلال وقبل رمضان وهو ما يحتم تكييف مستوى الإنتاج بحسب توفر هذه المادة الأولية، ملاحظا أن ذلك لم يمنع من تلبية إحتياجات المستهلك من مادة الحليب. وفي جولة لنا عبر شوارع وسط مدينة معسكر زرنا عينة عشوائية من باعة الحليب، وكانت هذه المادة متوفرة لدى جل إن لم نقل كل من زرناهم وكانت الساعة تقارب منتصف النهار، ولدى إستفسارهم عن مدى تلبية الموزعين لطلبياتهم اليومية من أكياس الحليب إختلفت إجاباتهم، فمنهم من قال أن الموزع هو الذي يتحكم في الحصة الممنوحة لهم، ومنهم من أكد أن الموزع يحترم الكمية التي يطلبونها، كما إختلف التجار بخصوص تلبية الحصص المخصصة له لحاجة زبائنهم، إذ رد البعض بالإيجاب والبعض الآخر بالنفي (مع الملاحظة أن ندرة الحليب غالبا ما تسجل في آخر النهار) مدير ملبنة تيزي أوضح أن مؤسستهم تعتمد على 18 موزعا خاصا لتوزيع إنتاجها عبر ولاية معسكر، إضافة إلى وسائلها الخاصة لإيصال الحليب إلى المحمدية، سيڤ، حسين وبوحنيفية، وإستبعد أن يكون للموزعين يد في ندرة الحليب وأكد أنه قام شخصيا بمعاينة ميدانية عبر عدة أحياء بمدينة معسكر للإطلاع على الوضع بخصوص توزيع مادة الحليب، وكل مل لاحظه أن بعض التجار لا ينهضون باكرا لإستلام حصتهم، فيحصلون عليها عندما تكون هناك جولة ثانية للتموين يضطر الموزع إلى القيام بها لتلبية حاجة هؤلاء. وأكد مدير الملبنة أن مهمة هذه الأخيرة تكمن في إنتاج الحليب، وهو ما تجتهد في القيام به، ملاحظا أن الموزعين حاليا هم أنفسهم يخضعون لنظام الحصص. حصة المواطن أقل من 3 سل من الحليب يوميا ولتفسير الندرة المسجلة لمادة الحليب أحيانا في أسواق معسكر تحدد مدير ملبنة تيزي بعض العوامل المؤثرة في التوازن بين العرض والطلب، ومنها إرتفاع إستهلاك المواطنين لمادة الحليب في فترات معينة شهر رمضان على سبيل المثال، وكلجوء بائعي المرطبات والمثلجات في الصيف إلى شراء كميات كبيرة من الحليب الموجه لإستهلاك المواطنين، لاستعمالها في صناعة المرطبات، كما لم يستبعد أن يكون هناك مصانع سرية لإنتاج الياغورت والمحليات المختلفة إنطلاقا من الحليب الموجه للمواطنين. هذا وقد إستفسرنا رئيس مكتب مراقبة الممارسات التجارية بمديرية التجارة بمعسكر، حول مثل هذه الممارسات إلا أنه نفاها بالإطلاق وأوضح أن أعوان المراقبة يقومون بمراقبة موزعي الحليب . ولم يسجلوا أي مخالفة تخص نشاطهم مستبعدا أن يقوم هؤلاء بتحويل مادة الحليب عن وجهتها، كونهم مطالبين بالتعامل مع التجار الرسميين الحائزين على سجلات تجارية وبفوترة نشاطهم، كما إستبعد إحتمال وجود مصانع سرية للياغورت لأن تسويق مثل هذه المواد غير ممكن في وجود مواد منتجة بطريقة قانونية وفي متناول الجميع. تبقى الإشارة في الأخير إلى أنه بالإعتماد على الأرقام والمعطيات المقدمة لنا بخصوص إنتاج الحليب بنوعية "الطازج ومنزوع الدسم"، نستطيع الإستنتاج أن ما تنتجه ولاية معسكر في إمكانه توفير 82 لترا لكل نسمة سنويا أي ما يعادل 2.25 سنتيلتر يوميا، هل هذه الكمية كافية؟ الإجابة عند مختصي التغذية.