خصص الدكتور لخضر منصوري أطروحة رسالة الدكتوراه حول " تجربة الإخراج المسرحي عند عبد القادر علولة " التي صدرت عن منشورات مخبر أرشفة المسرح الجزائري بجامعة وهران سنة 2014 و نشرتها مكتبة الرشاد للطباعة والنشر والتوزيع بالجزائر وجاء في 210 صفحة وقسمه إلى فصلين فالأول تضمن علولة والإخراج حيث تطرق فيها إلى المعالجة الدرامية للنص والإعداد الدرامي وسيناريو الإخراج و بناء الشخصية و دراسة أبعادها والأزياء في مسرح علولة والموسيقى و تماهيها مع العرض المسرحي،الإنارة في مسرح علولة والاكسسوارات أما في الفصل الثاني فتطرق إلى دراسة تطبيقية لمسرحية الأجواد حيث قدم للقارئ ملخص المسرحية و التشكيل الحركي في المسرحية إلى جانب المعالجة الدرامية والأفكار الدرامية والشخصيات و استلهام الأشكال التراثية في مسرحية الأجواد كما تعرض للدراسة و تنقل علولة من فضاء الايطالي إلى الحلقة و تمظهر الأسلوب الملحمي في مسرحية الأجواد . ويركز منصوري على نقطة هامة حيث يقول في دراسته القيمة هذه أنعبد القادر علولة يعد من المسرحيين القلائل الذين يتميزون بوعي مسرحي متفتح على ثقافة الحرفة المسرحية بمعناها الحقيقي ، فكان مؤلفا و ممثلا و مخرجا متميزا بنضاله و محاربته للزيف و التخلف و كافح الجهل و ارتبط فنه بهموم و امال شعبه ، وراح يجد في البحث عن صيغ و أشكال مسرحية تنطلق من موروثنا المحلي لتصنع فرجة جزائرية متأصلة و متميزة واستطاع عبد القادر علولة أن يحقق قفزات نوعية في جل أعماله المسرحية لأنه استفاد من تجاربه المسرحية الماضية و أخذ منها،ما يساعده على إبراز معالم مسرحه الجديد الذي طمح إليه : مسرحًا يستمد و يستقي قوته من ينابيع التراث والفنون الشعبية التي عرفتها الجزائر،والوطن العربي،لكنه عالج قضايا العصر، بنظرة نقدية للمجتمع محاولاً في ذلك إرساء تقاليد مسرحية نتبع من التراث، وتتجه للمجتمع الجزائري. واجه في تلك المسيرة عدة صعوبات لتحقيق مشروعه المسرحي دون التحاور مع المنهج الملحمي، الذي وجد فيه ضالته بمحاورة الفنون الشعبية من خلال القضايا الاجتماعية عبر شخصيات تمثل نماذج من بسطاء الناس في قالب تراثي "كالقوال" و"المداح" و"الراوي"،داخل قضاء إيطالي، حاول تكسيره بجلب فضاء قديم - جديد ، متمثل في "الحلقة " ويؤكد في هذا الصدد :"بعودتنا بالاحتلام مع بعض من عاداتنا الفنية و الثقافية ( أي إعداد أو استخدام تراثنا،قد تم على نحو واسع ،وفق أنماط أرسطية ) فإن عملي ينصب على قدرات التجديد، و الاستهواء، والإبداع فكل هذه القدرات الموروثة التي لا تزال نوعا من المناهل الشعبية و العلمية على خلق منزلة جديدة للمشاهد الجزائري،منزلة تجعله عنصرا فعالا و غير مستلب أثناء العرض" يحدد علولة توجهه نحو التراث من خلال الكتابات النظرية حول المسرح اللأرسطي إذ يقول في هذا الصدد " لفت انتباهنا - بريشت - إلى ما في تراثنا الشفاهي من إمكانيات . الدراسة التي قدمها الدكتور منصوري مهمة خاصة و إنها أخذت منه عدة أعوام لتكون أطروحة لرسالة الدكتوراه وأكيد ستفيد طلاب المسرح والأكاديميين وحتى عشاق علولة رحمه الله