قدم الأستاذ لخضر منصوري خلال مداخلته التي ألقاها أول أمس بالمكتبة الوطنية الحامة، والتي تندرج في إطار الملتقى العلمي ''توظيف التراث في المسرح المغاربي'' دراسة لآليات توظيف الحلقة في مسرح ''عبد القادر علولة'' من خلال بعض أعماله المسرحية ومقارنتها برؤى حديثة لمخرجين شباب حاولوا إعادة بعث هذه الأعمال من جديد بعد مدة من الزمن. حيث أوضح منصوري خلال مداخلته أن هدف علولة الأول تكسير القواعد الأرسطية واقتراح مسرح متميز ينطلق من تجربته الخاصة اعتمادا على التراث المحلي وقراءته المتعددة للمنهج الملحمي والتوجه بعروضه المسرحية إلى فضاءات جديدة، فكان همّ علولة، حسب ذات المتحدث، تكسير الفضاء الإيطالي والتوجه إلى فضاء قديم جديد متمثل في شكل الحلقة التي ارتبط بها اسمه في السنوات الأخيرة. ''فالقوال، يقول منصوري، يعد بمثابة الشخصية المركزية في مسرح علولة، هذه الشخصية التي تحمل الكثير من المعاني في التراث الشعبي لبلدان المغرب العربي، خاصة بالجزائر والمغرب. وتوقف منصوري في معرض حديثه عند مسرحية ''الأجواد'' التي تعد، حسبه، التقاء للواقع بالفن على خشبة المسرح، وعودة ''القوال العلولي'' بكل ما يحمل من معانٍ تراثية رمزية وجمالية. مبرزا في ذات السياق أن علولة خلال عشر سنوات عكف على دراسة الثقافة الشعبية بوجه عام والفنون الشفوية وأشكال الاحتفال، وأنماط التعبير الأخرى بعد أن جاب القرى والأسواق وحضر الاحتفالات الشعبية، حيث سجل وفكر وقارن. فأخذ بزخم هذا التنوع التراثي ليجعل منه المادة الخام لاستلهام موضوعات وأشكال ذات خصوصية محلية وبلوغ شكل مسرحية المعروف بالحلقة، يخالف تقاليد المسرح المغربي ليصير بذلك رائدا في تأسيس المسرح جزائري مستمدا أصالته من عمق تراثه الشعبي''. ليختتم منصوري حديثه بالتأكيد على أن تجربة علولة تجربة فتية، كانت في طور التشكل استنادا إلى قوله بأن ما توصل إليه من نتائج لازال في مرحلة الصياغة والتجريب.