يلجأ هذه الأيام الكثير من الموالين بالمراعي الجنوبية بولاية البيض لاسيما بصحاري الأبيض سيدي الشيخ وضواحي بلدية البنود في شرب مواشيهم من مياه البحيرات والمستنقعات التي خلفتها الأمطار الأخيرة حيث استوقفنا نهار أول أمس مشهد تدفق الأغنام وهي ترتوي من مياه الأمطار المتجمعة الراكدة بإحدى الأودية بالقرب من منطقة بالرماد جنوب جبل تسمرت ولقد أكد لنا صاحب القطيع بأنهم يترددون يوميا لري قطعانهم من هذه المصادر التي أصبحت الملاذ الوحيد بالجهة للقضاء على الظمأ في ظل نقص آبار السقي بالكثير من المناطق الإستراتيجية الرعوية بالجنوب أين ينتشر ويتمركز بها سنويا معظم الموالين لاسيما الموالين الذين يتدفقون على المراعي الجنوبية خلال الهجرة الجماعية التي ينظمونها كل خريف نحو الجنوب بحثا عن الكلأ لقطعانهم ،ولا تزال المياه المتساقطة التي تتجمع في الكثير من الشعاب ((الضيات) والأودية بالمناطق البعيدة بالمراعي الجنوبية يعتمد عليها الكثير من البدو الرحل والموالين في السقي لشرب الماشية وللعلم أن الأغلبية الساحقة من الموالين أنهكهم جلب المياه الصالحة للشرب من المدن من خلال تنقلاتهم اليومية بين مناطق تواجدهم ونقاط تعبئة الصهاريج من البنود والأبيض سيدي الشيخ وبريزينة ..وللتذكير بان فيضانات 2008 و2011 قد تسببت في ردم الكثير من مصادر المياه كالآبار الإرتوازية التي أنجزتها السلطات المعنية منذ سنوات لاستقرار العائلات البدوية وكذا تشجيع الموالين وتثبيتهم بالمراعي لمزاولة نشاطاتهم ،وهذه الأوضاع طرحها الكثير من السكان و بعض الجمعيات على ضرورة إعادة ما خلفته السيول بالمراعي خصوصا التي تعج بحركة سكان البدو الرحل لتعمير مناطق الجنوب التي تساهم بقدر كبير في الاحتفاظ على الثروة الحيوانية وتكاثرها بهذه المناطق الرعوية التي تشتهر بالرعي عبر مرور التاريخ .