تنشط عبر ولاية عين تموشنت 400 إمرأة ريفية في القطاع الفلاحي لكن هذه الأخيرة تعاني كثيرا من المشاكل والعوائق التي تحول دون تحقيق الأهداف المسطرة كعدم إدماجها في برنامج السياسة الجوارية وعدم مشاركتها في القرارات المتخذة بشأنها فكل الأمور الإدارية التي من شأنها بلورة التنمية المحلية، تجد فيها المرأة الريفية نفسها بعيدة ومهمشة إلى أقصى درجة إلا من مشاركتها في بعض المعارض التي تنظم بمناسبات وطنية حيث تعرض منتجاتها. وتعمل المرأة الريفية على تطوير كل أنواع الحرف التقليدية من خلال البرامج المسطرة من طرف مديرية الصناعة الصغيرة والمتوسطة حيث تمكنت من الإبداع في الخياطة التقليدية والعصرية والطرز والأواني الطينية التي عوضتها بالخزف العصري وصناعة السلل والحلي التقليدية. وأهم مجال اختصيت فيه المرأة الريفية بولاية عين تموشنت هو الفلاحة يوجد أكثر من 400 إمرأة تحرث وتزرع وتحصد الأرض وهناك من احتضن سياقة الجرار كما استفادت في اطار برنامج تشغيل الشباب من مشاريع لتربية النحل ومن بينها 12 فلاحة عبر الولاية تمتهن هذه الصناعة وأغلبهن بضواحي حمام بوحجر وعين الأربعاء وبني صاف وولهاصة كما تحصلت في نفس الإطار خمس سيدات على دعم لتربية الدواجن وتوجد البعض منهن من تعثرت بسبب الخسارة التي تكبدتها في الصائفة الماضية لسوء الأحوال الجوية وارتفاع درجة الحرارة مما جعل الدجاج يموت لكن حسب السيدة (ن.خيرة) التي تعمل مع والدها ببلدية بن صاف فإنها ستعاود الكرّة لأنها تحب هذاالتخصص وهناك سيدة تدعى مباركي فاطمة لها مزرعة بأولاد بوعلي ببلدية حمام بوحجر هذه الأخيرة وبإمكانياتها الخاصة توصلت إلى رفع التحدي وقامت بمشاركة الرجل في تربية الأبقار بالإضافة إلى تربية الأغنام وخدمة الأرض حيث يحوز أكثر من 10 هكتارات وتزرع بها ما يشتى أنواع الخضروات. وقد أكد رئيس الغرفة الفلاحية أن هؤلاء النسوة ورثت مهنة خدمة الأرض وتربية الحيوانات من أزواجهن أو آبائهن وهناك من الفتيات من أخذن المبادرة لوحدها وتمكنت من الحصول على قطعة أرض في اطار الإمتياز واصلاح الأراضي وهو ما حدث ببلدية العامرية حيث تحصلت الشابة سهام على 3 هكتارات واستطاعت أن تحفر بئرا بمساعدة المصالح الولائية وهي الآن تنتج كل أنواع الفواكه خاصة عنب الطاولة. أما بولهاصة فتلك صورة أخرى لمحاربة المرأة الريفية كل أنواع الفقر حيث تنهض في حدود الساعة الرابعة صباحا فتعد فطورها وفطور أبنائها تم تعد راحلتها ( الحمار) وتأخذ معها زادها متجهة نحو حقلها التي عادة ما تبعد عن مقر سكناها بحوالي كلم أو أقل، وهناك من الأراضي المستصلحة التي تقع عند سطح الجبل ورغم وعورة المسلك إلا أنها تشقه بنفس مرتاحة محبة لعملها. ولنا في السيدة رحمونة المثال على ذلك حيث تعمل كل سنة على حرث الأرض وزرعها بالبصل وبعد شهور يتم جنيه، تشغّل هذه السيد من العمال سوى أولادها وأقاربها وتقوم ببيعه بضواحي تلمسان وسوق الإثنين وكذا سوق الجملة للخضر والفواكه بولاية وهران. وتحتفل المرأة الريفية هذه الأيام بيومها الوطني لكنها منشغلة تمام الإنشغال بأرضها وحيواناتها خاصة أن الأمطار في تساقط مستمر على مستوى عين تموشنت، وقد لمسنا من خلال لقاءاتنا ببعض السيدات استعدادهن لتكثيف العمل الفلاحي هذه السنة، حيث يوجد من بينهن من تبحث عن أراضي للكراء من أجل حرثها وزرعها لتضاعف عملها وبالتالي تجني أرباحا نهاية السنة.