عرض المركز الثقافي الفرنسي مساء أول أمس بمركز الاتفاقيات محمد بن أحمد بوهران فيلما وثائقيا أعدّه برنامج "تالاسا" الفرنسي تحدث فيه عن القدرات السياحية في بلدنا... هذا الروبورتاج المطول الذي حمل عنوان "الجزائر... البحر المكتشف" جذب إليه الكثير من المتتبعين الذين غصّت بهم قاعة المحاضرات، حيث تفاعلوا معه بنسبة كبيرة مما جعلهم في كل مرة يصفقون على كل لقطة أو مقطع يعجبهم، إذ ومن جملة ما شد انتباههم في هذا الفيلم الوثائقي تلك الصور الخلابة والمناظر الساحرة التي يزخر بها الشريط الساحلي لبلدنا من وهران، بجاية إلى عنابة أقصى الشرق الجزائري. فالشريط الوثائقي الذي دام قرابة 110 دقيقة، كشف عن الكثير من الإمكانيات والقدرات السياحية الهائلة التي تتمتع بها الجزائر،وهو الأمر الذي سيجعلها دون شك قبلة للعديد من السياح الأجانب الذين يتوقون إلى اكتشاف تلك الجواهر الطبيعية النفيسة التي تمتلكها مختلف مدننا الساحلية المبهرة،وقد سلط الفيلم الوثائقي الذي أنتجه كابا بريس وأخرجه كلا من أليكسيس مارانت وغيوم بيترون،رفقة طاقم مكون من العديد من الجمعيات الناشطة في مجال البيئة بالجزائر الضوء على عدة مناطق وشواطئ تمتد على مسافة 1.600 كم من ساحلنا الجزائري الخلاب، لاسيما وأن الكثير من هذه الشواطئ لا تزال إلى اليوم غير معروفة ومستغلة من قبل القائمين على قطاع السياحة في بلادنا، مما يستدعي من الآن ضرورة تسطير إستراتيجية شاملة ترتكز على ضرورة تكثيف العمل الإعلامي لإبراز والتعريف بهذه المحطات الطبيعية الجميلة، وتطوير أساليب التسويق السياحي الذي يظهر أنه لم يصل بعد إلى المستوى المطلوب، وقد أشاد الكثير من الحاضرين بهذا العمل الميداني الجريء، خصوصا وأنه جاء بعيون أجنبية عملت بموضوعية إلى أبعد الحدود، مما يؤكد مرة أخرى أن للجزائر قدرات طبيعية كبيرة تدفعها للاعتماد عليها لتحقيق المزيد من المداخيل وبالعملة الصعبة، مع التخلي تدريجيا عن الذهب الأسود (البترول) الذي بدأ مؤخرا يشهد تراجعا مقلقا في الأسعار على مستوى الأسواق الدولية، الأمر الذي يدفع المسؤولين عندنا إلى التفكير من الآن في استغلال "مناجم وآبار" أخرى غير تلك التي ترتكز على عائدات المحروقات، وهذا بالاعتماد على الفلاحة، الصناعة، السياحة وغيرها من مصادر الدخل المتنوعة. مشاهدة تلفزيونية قياسية تجدر الإشارة إلى أن هذا الفيلم الوثائقي الذي شاهده القنصل الفرنسي العام بوهران والعديد من المنتخبين في المجلس الشعبي الولائي والبلدي لوهران، قام بإعداده برنامج "تالاسا" في العام الماضي قد تم عرضه سهرة الجمعة الماضية على قناة "فرانس 3" الفرنسية وقد كشفت مديرة المركز الثقافي الفرنسي بوهران بأنه عرف نسب مشاهدة قياسية قدرتها مصادر متابعة بحوالي 2.6 مليون مشاهد وهو ما يمثل حوالي 10.9 بالمئة من الجمهور المتمركز أمام شاشات التلفزيون في سهرة ال 03 من أفريل الجاري كما قامت العديد من موقع التواصل الاجتماعي على غرار "فايسبوك" و"تويتر" بإعادة تنزيل فيديو هذا الفيلم على صفحاتها، مما جعل الكثير منهم يعلق سواء سلبا أو إيجابا عليه، حيث منهم من تساءل كيف لبرنامج مثل "تالاسا" أن يصوّر سواحلنا الجزائرية بأحلى وأبهى صورة فيما عجزت قنواتنا وفضائياتنا في تقديم مثل هذه الأعمال بتلك الاحترافية العالية ونوعية الصورة العالية الجودة منذ سنوات؟ ومتى نعيد النظر في منظومتنا السياحية التي تشهد تأخرا كبيرا بخلاف دول الجوار التي باتت تمتلك ثقافة كبيرة في مجال التعريف بإمكانياتها الفندقية والخدمية الراقيتين؟ يجدر الذكر إلى أن الشريط الوثائقي الذي حمل عنوان "الجزائر... البحر المكتشف" سيعاد عرضه في العديد من الولايات على غرار ولاية تلمسان، قسنطينةوالجزائر العاصمة يوم 8 أبريل بمتحف السينما الجزائرية، ليحط الرحال بعدها بعنابة في ال 9 من أبريل الجاري .