تبذل السلطات المحلية والمجتمع المدني هذه الأيام جهودا حثيثة لضمان كافة الشروط لإنجاح مراسم افتتاح المسجد الكبير "عبد الحميد بن باديس" لوهران المبرمج يوم الجمعة المقبل بحضور عدد كبير من الضيوف. ويريد المسئولون المحليون جعل هذا الجمعة يوما خاصا سيشهد أداء أول صلاة الجمعة بالقاعة الكبيرة لهذا الصرح الديني والثقافي. وستكون مراسم التدشين -مثلما تم التأكيد عليه- في أجواء متميزة من التقوى والخشوع والكرم. وقد تضاعفت الاجتماعات لتقييم التحضيرات ووضع اللمسات الأخيرة للمراسم المقررة بهذه المناسبة. وقد شكلت حالة تقدم الأشغال إحدى الانشغالات الرئيسية لوالي وهران عبد الغني زعلان. وكان رئيس المجلس الشعبي الولائي لوهران عبد الحق كازي ثاني قد عقد الأحد الماضي اجتماعا ضم أعضاء اللجنة المتعددة التخصصات المكلفة بالتحضير لهذا الحدث. كل شيء جاهز لإعطاء هذا اليوم بعدا خاصا كما تمت الإشارة إليه مع التأكيد على ضرورة إشراك السكان في هذا الحدث. ولم يخل مشروع انجاز هذا المركب الديني والثقافي الهام الذي يعود تاريخ قراره الى أربعة عقود والمتخذ في نفس وقت قرار المسجد الكبير"الأمير عبد القادر" لقسنطينة من الصعوبات نظرا للمشاكل المتعددة التي تم مواجهتها على أرض الواقع. و قد كان انجازه رهانا حقيقيا وتحديا كان من الضروري رفعه. وقد طرحت فكرة بناء هذا المرفق من قبل وجهاء المدينة تحت إشراف الراحل الصغير بن علي الذي يعد رئيس المندوبية الخاصة الأولى لوهران التي استبدلت فيما بعد بالمجلس الشعبي البلدي. وقد حددت القطعة الأرضية الأولى لاحتضان المشروع أنذاك بالقرب من جسر "زبانة" حاليا على امتداد شارع واجهة البحر. فمن تحويل إلى آخر تمركز المشروع أخيرا على مستوى المحور الدائري لحي "جمال الدين". وبعد العديد من المشاكل التي رافقت "تاريخ" هذا المسجد عرف المشروع بعثا حقيقيا في 2007 بمناسبة الزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الى ولاية وهران. وعند تفقده لورشة البناء التي استلمتها مؤسسة صينية قرر رئيس الدولة منح مبلغ قدره 5 ملايير دج لاستكمال أشغال إنجاز المسجد. وفي زيارة قام بها في الآونة الأخيرة الى وهران ذكر وزير الشؤون الدينية والأوقاف أن "الرئيس بوتفليقة يولي اهتماما خاصا لهذا المشروع البارز على الصعيدين الديني والثقافي". وقد تم في نهاية المطاف كسب الرهان. وأضحت صورة الهيكل الإسمنتي الضخم مجرد ذكرى سيئة بعدما سجل تأخرا في اتخاذ شكل مسجد وكان يقلق سكان وهران. وقد تحول المكان اليوم الى مبنى جميل مع مئذنة كبيرة من زجاج ويضم مكاتب و مقرات إدارية. ويرمز المسجد الكبير لوهران إلى ذلك التصميم على رفع جميع التحديات وحتى الأكثر صعوبة وهو يشكل مصدر فخر واعتزاز لجميع سكان المدينة الذين يملكون الآن تحفة معمارية حقيقية من شأنها أن تصبح قطبا دينيا وثقافيا بارزا. وعلاوة على القاعة الكبيرة للصلاة التي يمكن أن تستوعب 25.000 شخصا يشمل المركب أيضا على قاعة للمحاضرات ب 460 مقعدا وساحة كبيرة وموقفين للسيارات في الطابق السفلي و محلات تجارية وفضاءات للمعارض وغيرها من المرافق. وقد تم انشاء مؤسسة عمومية لتسيير مسجد "عبد الحميد بن باديس" لوهران وتم مؤخرا تنصيب مجلسها الإداري من طرف وزير القطاع. للإشارة فإن تدشين مسجد "عبد الحميد بن باديس" لوهران سيتزامن مع إعطاء إشارة انطلاق يوم الخميس لفعاليات تظاهرة "قسنطينة عاصمة للثقافة العربية 2015 -----------------------------
احتفالية شعبية متميزة تزامنا مع تدشين الصرح آمال.ع سيعرف تدشين مسجد عبد الحميد بن باديس إقامة احتفالية شعبية متميزة هذه الجمعة حسبما أشار اليه رئيس المجلس الشعبي الولائي كازي ثاني عبد الحق خلال الاجتماع الذي عقد مؤخرا مع المنتخبين ، خاصة و أن هذا الصرح انتظره الوهرانيون منذ أزيد من ثلاثين سنة ناهيك عن كون المناسبة ستتزامن مع يوم انطلاق فعاليات تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية ،ودعا في هذا السياق سكان الولاية الى المشاركة بقوة في الاحتفاء الذي سطر له برنامج ديني و علمي ثري سيشمل تقديم محاضرات و ندوات ذات المستوى العالي و تلاوة القران الكريم بالطريقة التقليدية اضافة الى اقامة صلاة الجمعة التي سينقل بثها المباشر عبر القنوات التلفزيونية ناهيك عن مأدبة الغذاء الكبيرة التي ستقام بهذا الصرح بعد اداء صلاة الجمعة و التي دعا الوهرانيين الى المشاركة فيها بتحضير أطباق الكسكس . هذا و تجدر الاشارة الى أن مسجد ابن باديس يعد تحفة معمارية و ابداع في فن الزخرفة ستسلم قبل الآجال المحددة التي تم التعاقد عليها مع المؤسسة التركية التي تشرف على انجازها و التي تمتد الى غاية نهاية شهر جوان علما ان نمط تسييرها سيكون نموذجا على المستوى الوطني و تصل طاقة استيعاب قاعة الصلاة فيها إلى ما يقارب ال 15 ألف مصل اضافة الى ساحة "صحن المسجد" التي تقدر طاقة استيعابها بنحو 12 ألف مصل. ويتوفر هذا المركب الإسلامي على فضاءات متعددة على غرار المنارة الضخمة ومعهد لتكوين إطارات الشؤون الدينية وقاعات للندوات والمحاضرات إلى جانب محلات تجارية وحظيرتان للسيارات