من المقرّر أن يتمّ تنصيب المكلّفين بالإفتاء عبر جميع ولايات الوطن، إضافة إلى مفتيين اثنين (إضافيين) في العاصمة قبل تعيين مفتي الجمهورية، حسب ما صرّح به وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى بوهران، وهو تصريح يبدو بمثابة مؤشّر قوّي على اقتناع السلطات أخيرا بضرورة تعيين مفت للجمهورية في مواجهة فوضى الفتاوى وفتاوى الأنترنت التي كثيرا ما أثارت الجدل والفتنة. ذكر عيسى في تصريح للصحافة على هامش زيارة عمل وتفقّد لوتيرة أشغال إنجاز المسجد الكبير بوهران للعلامة عبد الحميد ابن باديس أن (تأسيس هيئة الفتوى الوطنية وتعيين المفتي من قِبل رئيس الجمهورية يقتضي قبل ذلك تنصيب مفتين عبر جميع الولايات)، وأضاف أن هناك خمسين منصبا للإفتاء تتوزّع على الولايات ال 48 إضافة إلى مفتين اثنين في الإدارة المركزية، مبرزا أنه يتمّ مراسلة المديريات الولائية للقطاع من أجل تفعيل هذه العملية من خلال البحث عن ذوي الكفاءات العالية من الأئمة الذين يحفظون كتاب اللّه الكريم والعارفين بالفقه وأصوله وقواعد الشريعة الإسلامية. وأشار عيسى في هذا الصدد إلى أنه بعد إتمام تنصيب المفتين ستشكّل هيئة الإفتاء الوطنية وبالتالي تعيين مفتي الجمهورية، موضّحا أن هيئة الإفتاء ستكون مفتوحة أمام الأكاديميين المتخصّصين في ميادين العلوم الإسلامية والعلوم الأخرى المكمّلة لها. ودعا الوزير الأئمة بالمناسبة إلى (احترام المرجعية الدينية الوطنية)، موضّحا أنه (مهما كان المصدر والموطن الذي درس فيه أيّ إمام من الأئمة فإنه لا يقبل منه أن يهاجم المذهب المالكي وهو في أرضه بالمغرب العربي ولا يمكن أن يهاجم التصوّف الذي هو صفة في المجتمع الجزائري). من جانب آخر، أكّد وزير الشؤون الدينية أن أجال إنجاز مشروع المسجد الكبير الذي يحمل اسم العلاّمة (عبد الحميد ابن باديس) محترمة (بدقّة). وذكر الوزير في تصريح للصحافة على هامش زيارته التفقّدية لوتيرة أشغال هذا المشروع الذي يرتقب تدشينه بمناسبة يوم العلم في 16 أفريل القادم (أن الآجال التي تمّ التعاقد عليها مع المؤسسة المكلّفة بإنجازه بوهران محترمة وبشكل دقيق)، مضيفا: (لقد شهدنا في السابق انتهاء أشغال ما كان ملتزما بها في ديسمبر ثمّ جانفي في الوقت المحدّد، الأمر الذي يدعو إلى الاطمئنان). وأضاف السيّد عيسى في ذات السياق أن أشغال إنجاز المسجد تسير بوتيرة (حسنة)، مؤكّدا أن يوم 16 أفريل القادم سيتمّ رفع الأذان في هذا الصرح الحضاري، وأشار إلى أن تدشين هذا المسجد سيعرف إقامة احتفالية شعبية متميّزة، لا سيّما وأن ذلك سيتزامن مع يوم انطلاق فعاليات تظاهرة (قسنطينة عاصمة الثقافة العربية). وذكر الوزير أن احتفالية تدشين هذا الصرح الديني بوهران ستندمج وبرنامج احتفالية تظاهرة قسنطينة، حيث سيشهد المسجد بوهران برنامجا دينيا علميا ثريا مثل تقديم محاضرات وندوات دولية ذات مستوى عالي وتلاوة كتاب اللّه بالطريقة التقليدية. وقد أعلن السيّد محمد عيسى أنه سيقوم بزيارات تفقّدية أخرى بنفس الموقع قبل تدشينه في أفريل من أجل معاينة عن قرب وتيرة أشغال إنجاز هذه المؤسسة الدينية التي سيكون نمط تسييرها نموذجا على المستوى الوطني. وقد طاف الوزير عبر مختلف أجنحة وأركان هذا المسجد الكبير الذي يتربّع على مساحة أجمالية تقدّر بنحو 4 هكتارات، واستمع إلى مختلف الشروحات المتعلّقة بوتيرة أشغال هذه المنشأة التي تصل طاقة استيعاب قاعة الصلاة فيها إلى زهاء 15 ألف مصل، علاوة على ساحة (صحن المسجد) التي تقدّر طاقة استيعابها بنحو 12 ألف مصل. ويتوفّر هذا المركّب الإسلامي على فضاءات متعدّدة، على غرار المنارة الضخمة ومعهد لتكوين إطارات الشؤون الدينية وقاعات للندوات والمحاضرات، إلى جانب مركز تجاري وحظيرة تتّسع لأزيد من 600 سيّارة.