عاتبت رحوي عند نهاية سباقه في البطولة المتوسطية عام 1975 الاستعمار كان يغير ألقابنا حتى يمحو الهوية الجزائرية بالرغم من الذي قدمته إلا أني لم أنل حقي فران هواري عميد ألعاب القوى الوهرانية وأحد روادها وطنيا ، ذاع صيته في بداية الخمسينيات بحيازته على عدة ألقاب على صعيد دول شمال افريقا قبل أن ينتقل إلى الكفاح المسلح تلبية لنداء جبهة التحرير الوطني ، فيؤسس الرابطة الولائية لأم الرياضات بعد الاستقلال ، هو أول مدرب لفريق مولودية وهران درب العديد من العدائين في مقدمتهم البطل المتوسطي رحوي بوعلام ، فران يعاني اليوم في صمت يعيش أزمة سكن ، قمنا بزيارته أين يقيم عند ابنته الوحيدة بقديل ، فتح قلبه لنا مناشدا السلطات المعنية كي تجد حلا له ، متطرقا في نفس الوقت لأبرز المحطات في مسيرته الرياضية إضافة إلى تراجع مستوى ألعاب القوى الجزائرية في السنوات الأخيرة . كيف هو حالك ؟ رغم الوضع الذي أعيشه إلا انني أحمد الله على الصحة هل من توضيح ؟ وضعيتي يعرفها العام و الخاص في وهران ، رغم كل الخدمات التي قدمتها في الرياضة إلا أني لم أحظى و لو بمسكن يأوين ، أحمد الله أني وجدت ابنتي الوحيدة لأعيش معها و مع أبنائها . وهل راسلت المعنيين ؟ نعم راسلت دائرة وهران في 2011 ، قمت بوضع طلب سكن وقد تم قبوله ، تم تحويله إلى دائرة بئر الجير ، لدي عريضة بذلك تحت تاريخ 15 ماي 2011 إلا أنني لا أزال أنتظر استلام السكن ، لم أملك مسكنا في حياتي وعشت "كراي" طوال عمري . لي نعود إلى مسيرتك الرياضية متى كانت انطلاقتك مع ألعاب القوى ؟ كانت سنة 1943 بعد ان اكتشفني أخي الأكبر فشجعني على ممارسة أم الرياضات وبضبط اختصاص ال 5000 و ال 10000 مترا أول سباق لي كان في صنف الأصاغر مع فريق " أسبو" إبان الحقبة الاستعمارية . ماذا عن الألقاب التي تحصلت عليها ؟ خمس بطولات متتالية لدورة وهران للعدو ، بين 1950 و 1956 شاركت من خلالها في بطولة شمال افريقيا في الرباط سنة 1950 وفي سنة 1953 كان الموعد مع أول لقب لشمال افريقيا في العاصمة بعد أن تفوقت على المغربي بن عيسى الذي لم يتجرع الهزيمة ، لأتأهل لبطولة فرنسا بباريس تحصلت فيها على المركز السادس بعد أن احتل البطل الأولمبي علي ميمون وليس ألان المركز الأول . هل كان ألان ميمون اسمه علي ؟ نعم علي عكاشة ميمون من مواليد تلاغ بسيدي بلعباس سنة 1948 فاز ميمون بدورة سباق الجزائر للعدو تحت أنظار رئيس الإتحادية الفرنسية لألعب القوي فقرر هذا الأخير قرر أن يضمه للمنتخب الفرنسي قبل أن يزوجه ابنته ، حاز على الميدالية الذهبية في أولمبياد 1956 ، سياسة الاستعمارية أن ذاك كانت تحاول طمس الهوية الجزائرية ، فكانت تغير كثيرا من الألقاب العربية ، فأن اسمي فران وليس "فرون" . لكنك سنة 1957 توقفت عن ممارسة الرياضة ؟ نعم بعد أن طلبت منا جبهة التحرير ذلك فشاركت في الثورة التحريرية كمسبل دليل للفدائيين و ناقلا للأسلحة في خلية 4/4 بحي الحمري التي كان قائدها المجاهد فريحة محمد شقيق لاعب مولودية وهران فريحة عبد القادر ، لكن للأسف لم انل حقي كمجاهد و لو باعتراف لذلك ، لكن هذا لا يهمني لأنه واجب وطني . هل تعرضت لمضايقات من السلطات الاستعمارية ؟ بطبع خصوصا بعد اضراب فبراير 1957 ، حيث كان يوميا تأتيني الشرطة الفرنسية بما أني كنت أنشط في فريقها لألعاب القوى ، تطلب مني العدول عن قراري حتى شكوا في أمري أني أتعامل مع المجاهدين لكن عرفت كيف أتلاعب عليهم في كل مرة ، كادوا ان يزجوا بي في السجن بعد ألقوا القبض على صديقي كوربالي عبد القادر الذي كان معي في الفريق و في الخلية 4/4 ، الذي أوجه له التحية رغم أني بحث عنه طويلا مؤخرا ولم أعرف مكانه . كنت من بين مؤسسي رابطة وهران لألعاب القوى بعد الاستقلال ؟ اتصل بي أول رئيس للاتحادية الجزائرية لألعاب القوى العداء و الممثل الذي أدى دور الشهيد العربي بن مهيدي في فيلم معركة الجزائر محمد بغدادي ، طلب مني تأسيس الرابطة الولائية فانطلقت في ذلك بمعية قرناطي عبد القادر كرئيس لها أنا نائبا أول ، ادريس نائب ثاني ، بوركبة أمين المالية و جورج بيكون كاتبا عام . تعتبر أول مدرب لفريق ألعاب القوى لمولودية وهران ؟ صحيح دربت العديد من الأبطال أمثال بوجمعة عبد القادر في 110 أمتر حواجز ، بن مختار في 400 متر حواجز قرويشة فاروق في القفز ، وفي سنة 1966 أشرفت على تدريب البطل المتوسطي رحوي بوعلام و جلال ميلود . كيف عشت فوز رحوي بوعلام في البطولة المتوسطية عام 1975 ؟ شاركت في تلك الدورة كحكم ، شعوري كان لا يوصف في تلك اللحظات رحوي كان غزال ال 3000 متر موانع ، لكن رغم ذلك عاتبته في نهاية لأنه انهمك في الفرحة ما جعله يخفض في سرعته ولولا ذلك لا كان سيحطم الرقم القياسي العالمي في الاختصاص ، حتى رئيس الراحل هواري بومدين قدم لي تهاني وقال لي "هنيء لك بهذا البطل". متى توقفت عن التدريب ؟ 1999 توقفت عن التدريب مديرية الرياضة حينها بقيادة قرويشة فاروق و بتنسيق مع رئيس الرابطة قادري سمير أقاما لي حفل تكريمي وقدمت لي تذكرة طيران لأداء مناسك العمرة. كيف تقيم ألعاب القوى الوهرانية ؟ ألعاب القوى تعاني على الصعيد الوطني وليس في وهران فقط ، سبب في قلة المدربين الأكفاء ، فمرسلي ، بلمرقة و ذلك الجيل الذهبي حقق الإنجازات بتواجد مدربين أصحاب مستوى كعمار ابراهمية. كيف ترى حظوظ المشاركة الجزائرية في البطولة العالمية القادمة التي ستقام ببكين ؟ المنافسة ستكون صعبة على عناصرنا ، لكني أرى في البطل الأولمبي توفيق مخلوفي أمل الجزائريين ، هي فرصة له كي يرد اعتباره قبل أولمبياد ريو دو جانيرو المقبلة . هل تتابع كرة القدم ؟ أنا من مشجعي مولودية وهران ، كنت معجبا بالمرحوم فريحة في الهجوم و بديار في الدفاع ، أما اليوم فأنا أتابع الرياضة من بعيد. بماذا تريد أن تختم هذا الحوار ؟ أشكركم على هذه الالتفاتة الطيبة ، أتمن أن تعود ألعاب القوى الجزائرية إلى سابق عهدها لدينا تاريخ في هذه الرياضة و لا نرضى إلى بمنصة التتويج في مختلف المنافسات ، كما أناشد السلطات المحلية أن تنظر في حالتي لأني صاحب حق .