أريد إنشاء جمعية لقدامى الرياضيين الجزائريين تعتبر سكينة بوطمين من بين أبرز الوجوه التي مثلت الجزائر في رياضة ألعاب القوى ضمن مختلف المنافسات القارية والعالمية طيلة 6 سنوات من الزمن تحصلت من خلالها على عديد الألقاب رغم أنها لم تدخل الى هذا الميدان مبكرا، إلا أن ذلك لم يكن عائقا بالنسبة لها، كما لها لمسة في الجانب الاعلامي وبمناسبة الذكرى ال 50 لاستقلال الجزائر إقتربنا منها من أجل معرفة أكثر تفاصيل عن مسيرتها الزاخرة بالإنجازات. ❊ الشعب: كيف بدأت مسيرتك مع عالم الرياضة؟ ❊❊ بوطمين: في الحقيقة قصتي مع الرياضة كانت مفاجأة لي لأني كنت واحدة من الذين يبغضون هذا الجانب وبالتالي كان تركيزي على الدراسة وفقط ولكن في سنة 1975 كانت وسائل الاعلام كلها تتحدث عن ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي نظمتها الجزائر تأثرت بالانفعال الكبير الذي كان عند الجماهير ولهذا تملكني شعور غريب تجاه الرياضة جعلني أغير رأيي في الموضوع ولكن الأمر الذي لفت انتباهي هو شيء آخر. ❊ ماهو؟ ❊❊ أثناء الألعاب المدرسية والجامعية المغاربية التي نظمتها الجزائر أيضا لم أستطع أن أتمالك غضبي تجاه المنتخب الوطني لكرة اليد بعد انهزامه أمام الأشقاء التونسيين صرحت قائدة المنتخب بأن الأمر الذي ساعدهن على الفوز هو ضعف الحارسة ولهذا قررت أن أتدرب بقوة من أجل أن أكون في هذا المنصب وتغطية هذا الضعف. ❊ على حساب الدراسة؟ لا أبدا لقد كنت أدرس في جامعة قسنطينة تخصص حقوق لأني أحب المحاماة كثيرا ولكن وجدت أن ممارسة الرياضة لن يعيق مساري الدراسي بعد أن كانت طالبة تدرس معي وتمارس الرياضة في آن واحد وبالتالي ساعدتني على الذهاب الى الملعب والاحتكاك باللاعبين والمدربين. ❊ ماهي أول خطوة قمت بها؟ ❊❊ مارست الكرة الحديدية وهناك نصحني أحد المدربين بأن أتجه الى رياضة العدو لأنها تناسبني بالنظر الى قدراتي وفي نهاية 1975 عدت الى العاصمة، لعبت البطولة الوطنية لرمي الجلة وربحت على حساب بطلات وحققت المرتبة الثانية في رمي الغوص ومن هنا كانت البداية الحقيقية لي مع عالم الرياضة رغم أن هدفي كان كرة اليد، لكن ظروف معينة غيّرت الوجهة. ❊ هل بإمكاننا أن نعرف هذه الظروف؟ ❊❊ أكيد كرة اليد تتطلب عدة مراحل من أجل الوصول الى الفريق الأول وبما أن شيء الذي كان في ال 22 سنة لم يسمح لي بذلك ولهذا تحولت الى ألعاب القوى، لكن المهم هو تحقيقي لهدف. ❊ ماهو هدفك؟ ❊❊ شاركت في البطولة الافريقية التي نظمتها تونس وفرت على البطولة التونسية طوايجي في اختصاصي 1500 متر وبعدها كررت السيناريو بالجزائر حيث كان همي الوحيد هو الفوز وإعلاء الراية الوطنية وكان ذلك سنة 1977. ❊ كيف تقيمين لنا مشوارك الرياضي عامة؟ ❊❊ لقد عشت ستة سنوات مليئة بالأحداث الرائعة التي تبقى في ذاكرتي ما حييت، كما شارك في عديد المحطات الرياضية على غرار الألعاب الافريقية بالجزائر سنة 1978، كأس العالم بألمانيا سنة 1977 وتحصلنا على المركز الخامس، الألعاب المتوسطية بيوغسلافيا سابقا، أين تحصلت الجزائر على المرتبة الثالثة والنقطة السوداء في مشواري هي أني لم أستطع أن أشارك في الألعاب الأولمبية بموسكو. ❊ لماذا لم تشارك؟ ❊❊ لأن أثار الإصابات بدأت تظهر وذلك راجع الى أي لم أمارس الرياضة في الصفر وبالتالي انعكستا كليا سلبا ولهذا لم أستطع أن أواصل ممارسة الرياضة. ❊ متى توقفت بشكل رسمي؟ ❊❊ كان ذلك سنة 1981، حيث وضعت حدا لمشواري الرياضي بصفة نهائية. ❊ أين كانت وجهتك بعدها؟ ❊❊ بعدها اتجهت الى الجانب الإعلامي رغم أني درست محاماة إلا أني أردت أن أعمر طويلا في الميدان الرياضي لهذا قررت أن أواصل في خدمة الرياضة حيث كنت متعاونة مع الاذاعة الوطنية وبعدها أي في سنة 1982 بدأت اشتغل بشكل رسمي. ❊ ماهي أبرز الحصص التي قدمتها؟ ❊❊ قدمت برنامج تعليقات، رياضة، وموسيقى، المرآة نتائج وانطباعات. ❊ ماذا قدمت لك الرياضة؟ ❊❊ (...) الرياضة هي الشريان الذي أصبحت أتنفس به حيث مكنتني من الالتقاء مع أعز شخص بالنسبة لي وهو الرئيس الراحل هواري بومدين الذي كان دائما يشجع الرياضة والآن بعد مرور 30 سنة بقيت ذكريات رائعة في ذهني حيث كنا أسرة واحدة مع جميع التخصصات وهذا الشيء الذي لايوجد حاليا. ❊ إذا هل من مقارنة بين الفترة الماضية والحالية؟ ❊❊ لا مجال للمقارنة عندي لأن الأمور تختلف تماما ولهذا أنا أقسم المجال الزمني الى اثنين، الأول في سنوات السبعينيات والثمانينيات حيث حصدنا عديد الألقاب، أبرزها كأس إفريقيا في كرة القدم في حين بعدها بدأت المرحلة الثانية التي امتازت بطغيان الجانب المادي على الألوان الوطنية والتي لا يجب أن تكون في مجال مساومة ولكن للأسف حدث ذلك. وهذا هو الفرق بين الفترة الأولى والثانية. لكن مؤخرا سجلنا نتائج مرضية أليس كذلك؟ ❊❊ صحيح إن لم أقل العكس، فتأهل المنتخب الى المونديال أعاد لنا ذكريات رائعة رسمت صورا جميلة. ❊ كيف تقيّمين لنا 50 سنة مرت بعد الاستقلال؟ ❊❊ اعتبرها ناجحة ومليئة بالأحداث والنتائج الايجابية رغم أني قسمتها الى فترتين إلا أنه المهم هو إعلاء صوت الجزائر، ولكن حسب رأيي فإن الرياضة الجزائرية حققت الكثير وعليها أن تعود بقوة بعد الركود الذي عانت منه مؤخرا بالنظر الى تطور الامكانيات والمستوى العالمي على حد سواء وذلك من خلال العمل المستمر خاصة عند المدربين والمؤطرين الذين كانوا في السابق مدرسة حقيقية. ❊ وماهو طموحك في المستقبل؟ ❊❊ أريد إنشاء جمعية خاصة بقدماء الرياضيين لإرجاع على الأقل جزء من حقهم، بعدما قدموه للجزائر بصفة عامة. ❊ هل من كلمة أخيرة؟ ❊❊ أشكر جريدة »الشعب« على هذه الالتفاتة الرائعة والتي اعتبرها منبر مهم ساهم في تشجيع الرياضة وهي اليوم تكرم قدماء الرياضيين بصفة غير مباشرة وأتمنى لها أن تستمر في هذا العمل وعلى بقية وسائل الاعلام الاقتداء بها.