يعرف سوق الدّواجن بالجزائر تذبذبا كبيرا و الدليل على ذلك أسعاره المتقلّبة فتارة تنخفض إلى 250 دج للكلغ و تارة أخرى تصل إلى 400 دج و خاصّة مع اقتراب حلول شهر رمضان الكريم و هذا العام أيضا يعود الغلاء كالعادة باعتراف التّجار أنفسهم فإلى غاية يوم أمس تراوح سعر لحم الدّجاج بالأسواق اليومية مثل سوق لاباستي بوسط المدينة و المدينة الجديدة ما بين 310 دج و 320 دج للكلغ فيما وصل إلى 350 دج بالأحياء الأخرى و يقول تاجر بسوق لاباستي "لقد ارتفع السّعر كثيرا مقارنة لما كان عليه قبل أسبوعين فقط حيث زاد بحوالي 70 دج إلى 100 دج في الكيلوغرام الواحد و السّبب ليس قلّة المنتوج و غلاء تكاليف تربية الدّواجن و إنّما السبب الرئيسي هو اقتراب شهر رمضان فلم يعد معقولا أن يحلّ علينا دون أن ترفع الأسعار و هذا أمر غير مقبول و يستلزم تدخّل مصالح الرّقابة لتنظيم سوق الدّواجن و منع دخول الوسطاء الذين يساهمون في الغلاء بشكل كبير" و يضيف محدّثنا بأنّه إلى غاية يوم أمس بلغ سعر الكيلوغرام عند المربين 240 دج في حين يساهم أصحاب المذابح و الوسطاء برفعه بحوالي 70 دج في الكلغ فوصل في سوق الجملة إلى 300 دج و السّعر مرشّح للارتفاع خلال الأيام الأولى من رمضان بسبب الإقبال المتزايد للصّائمين على لحم الدّجاج الذي أصبح يعوّض اللّحوم الحمراء و الأسماك بلا منازع و كل هذه الأمور أكّدها تجّار آخرون بقولهم بأن الوسطاء هم من يتحكّم منذ سنوات في السوق الدجاج في الجزائر، في ظل غياب مخطط ينظم تربية الدجاج و ذبحه و تسويقه فلغاية اليوم يشرف الخواص على المذابح في ظل انعدام أسواق جملة لبيع اللحوم البيضاء رغم أن الوعود بفتح أسواق للجملة ما جعل أسعار الدجاج حسب باعة التجزئة تتجاوز الخط الأحمر أحيانا ب 400 دج للكلغ. و يحدث في بعض الأوقات أن ينزل سعره عند المربين إلى 150 دج و 200 دج و هذا عندما يكون المنتوج جاهزا للتّسويق بعد انقضاء 45 يوما على عملية التحضين، غير أنه يباع في نفس الفترة بأسواق التجزئة ب 300 دج إلى 380 دج للكلغ. وهذا ما يدل على كثرة الوسطاء الذين ضاعفوا السعر الحقيقي للدجاج ب 150 بالمائة. و في كل الأحوال يكون المنتج والمستهلك هما الخاسر الأكبر في سلسلة التسويق التي يتحكم فيها غيرهما ،فالأوّل لا يحصل على هامش ربح كبير مقارنة بتكاليف التربية و الأغذية و ارتفاع نسب هلاك الدّواجن أمّا الثاني فيدفع ثمن الخسارة و المضاربة و الوساطة و التكاليف و غيرها أمّا الوسطاء فربح يبقى صاف و بالتّالي منعوا هذه المادّة أيضا عن عائلات بسيطة كثيرة . وفيما يتعلق بالدعم الذي توفّره الدّولة في أغذية الدواجن المستوردة منها "الذرى والصوجا" والمقدرة سنويا حسب بعض المصادر ب 150 مليار دينار، فإنها تذهب أدراج الرياح لأن المستوردين هم فقط من يستفيدون منها فربحوا مالا كثير من خلال خفض الضريبة و الحقوق الجمركية ولم يخفضوا أسعار غذاء الدجاج للمربين مرتفعة حيث يشترونها ب 3500 دج إلى 4800 دج لقنطار حسب النوع و مراحل نمو الصّيصان. وهذا ما جعل أموال الدعم تذهب لجيوب المستوردين و ليس للعائلات البسيطة . و كثرة عدد الوسطاء و الدّخلاء على المهنة جعلت أسعار الدجاج تتضاعف بثلاث مرات خلال السنوات الأخيرة، بسبب غياب إستراتيجية وطنية لتنظيم السوق من المستورد إلى المستهلك. فأصبحت اللّحوم البيضاء تجارة مربحة باعتبارها من أهم المواد الاستهلاكية التي يعتمد عليها الجزائريون في غذائهم اليومي في ظل غلاء اللحوم الحمراء و الأسماك و ما تجدر الإشارة إليه هو انتشار المذابح العشوائية التي تغيب عنها المراقبة البيطرية و كذلك تربية الدّجاج الذي أصبح يعتمد فيه أصحابه على بعض الأدوية و المواد التي تساعد في تسمين الحيوان لذلك يجب إعادة تنظيم النشاط و الاستعانة بوسائل متطورة و صحّية تساهم في وفرة الإنتاج و تقلّل من نسب هلاك الصيصان و القضاء تدريجيا على الوساطة في هذا النّشاط أو غيره