* تعددت أسعار اللحوم الحمراء ال 1200 دينار بمعظم أسواق ولاية وهران وفاقت أسعار لحم الدجاج ال 400 دينار للكيلوغرام الواحد. عرفت سوق اللحوم بنوعيها الحمراء والبيضاء مؤخرا ارتفاعا كبيرا إذ يتجاوز سعرالكيلوغرام الواحد من لحم الغنم ما بين 1100 و1200 دينار فيما وصل سعر بيع لحم الدجاج بالأسواق نهار أمس إلى 400 دينار للكيلوغرام الواحد ما نتج عنه أيضا ارتفاع أسعار بقية الأنواع الأخرى كلحم البقر والديك الرومي وغيرها. هذا الإرتفاع تسجله جميع الأسواق دون استثناء إذ أن الأسعار تكاد تكون موحدة ولا تختلف كثيرا وهو ارتفاع تتجاوز نسبته حوالي 30٪ خلال فترة لا تتجاوز الشهرين فقط إذ وعلى الرغم من الزيادة في أسعار بيع اللّحوم التي شهدتها السوق المحلية خلال شهر رمضان الأخير إلا أن الزيادة المسجلة مؤخرا كانت أعلى وأهم اذ وصلت أعلى سقف لها خاصة وأنها شملت جميع أنواع اللحوم الحمراء والبيضاء معا إذ فيها يتجاوز سعر لحم الخروف كما سبق الذكر 1200 دينار ويصل سعر اللحم البقري 900 دينار أما اللحم لمرحي الطازج فيباع ب 1200 دينار وحتى 1300 دينار أما المرڤاز فهو الآخر ارتفعت أسعاره إلى 900 دينار والكبدة إلى 1800 وحتى 2000 دينار أما اللحوم البيضاء فيباع الكيلوغرام الواحد من الدجاج عند بيعه بالوحدة ب 360 دينار فيما يصل الثمن إلى 400 دينار عند الشراء بالتجزئة أما سعر لحم الديك الرومي فارتفع هو الآخر إلى 600 دينار و750 حتى 800 دينار بالنسبة »للإسكالوب« قصد الإستفسار عن أسباب هذا الغلاء اتبعنا عملية تسويق هذه الأنواع من اللحوم بين سوق التجزئة والجملة وكذا المنتجون ما كشف لنا عن حدوث هذا الإرتفاع من أول مرحلة من مراحل هذه العملية إلى غاية وصول هذا المنتوج إلى المستهلك بأسعار أصبحت تتجاوز كثيرا قدرته الشرائية كما أن إصرار جميع الوسطاء في هذه العملية التجارية على تحقيق هامش ربح كافي وحيد زاد من حدة المشكل وساهم في تحقيق هذه الزيادة الكبيرة. فأما بالنسبة للحوم الحمراء فقد أكد لنا أغلب الجزارين ممن حاورناهم من خلال إجرائنا لهذا التحقيق بأن الإرتفاع سببه زيادة أسعار شرائهم للمواشي مؤكدين على ترجع نشاطهم بنسبة اتفقت تصريحاتهم على حصرها بين 30 و50٪ إذ سجلوا زيادة تتراوح بين 6000 دينار و9000 دينار في أسعار شراء الكباش التي يقومون بذبحها لبيعها على شكل لحوم ما تسبب في تراجع نشاطهم إذ أكد لنا أحد الجزارين بأنه كان يبيع بين 10 و15 خروفا كل أسبوع فيما لا يقوم بذبح أكثر من 5 كباش في الأسبوع بعد حدوث الإرتفاع كما أن ذلك حتمي بالنسبة له مادامت أسعار شراء الماشية قد ارتفعت . * إرتفاع أسعار الغذاء الحيواني تبريرات أخرى قدمها لنا موالون ممن حاورناهم في إطار مواصلة هذا التحقيق والنفي فسروا هذه الزيادة بتراجع العرض واعتبروها حتمية أيضا نظرا لزيادة أسعار الغذاء الحيواني ويتعلق الأمر بالعلف الذي ارتفع سعره إلى ما يتجاوز 2500 دينار للقنطار زيادة على المضاربة والغلاء الفاحش الذي يعرفه سعر بيع التبن بمختلف أنواعه إذ تباع الوحدة (البوطة) الواحدة بما يزيد عن 500 و600 دينار فيما اشتراها أصحابها خلال موسم الحصاد بأسعار لاتتجاوز 150 دينار ارتفاع تكاليف التربية والمتمثلة أساسا في زيادة أسعار الغذاء الحيواني ناهيك عن التكاليف الأخرى كالرعاية الصحية للماشية وغيرها تفرض على الموال على حد تفسير هؤلاء المربين دفع سعر بيع ماشيته ليتمكن من تغطية هذه التكاليف والإستمرار في ممارسة هذا النشاط خاصة وأن فصل الشتاء يفرض على الموالين توفير الغذاء خلافا للفصول الأخرى التي يرعى فيها الماشية خارجا ما يخفف التكاليف على المربي. كما فسر الموالون تراجع العرض أيضا بتراجع بيع الماشية نظرا لفترة الذبح المكثف التي كانت خلال شهر رمضان وفترة عيد الأضحى شهر نوفمبر الفارط وبالتالي فإن المربين بحاجة إلى فترة تعويض يقومون خلالها وبتسمين الماشية التي يملكونها لتصبح جاهزة للتسويق هي الأخرى ما خلق بين شهر نوفمبر والفترة الحالية هذا التراجع في العرض والذي نتج عنه زيادة الطلب وبالتالي زيادة الأسعار ومن تم فإن تراجع العرض يعود لسببين الأول ارتفاع أسعار الغذاء الحيواني والثاني فترة الذبح المكثف وحاجة المربين لتسمين ماشيتهم ومن تم توقيف أو على الأقل تقليص عمليات البيع هذا التراجع في العرض نتج عنه ارتفاع الأسعار. وللإستفسار أكثر ومقارنة جميع هذه المعطيات حول سوق اللحوم الحمراء توجهنا أيضا إلى ديوان اللحوم للغرب »أورفو« والذي أكدت لنا مصادر على مستواه بأنه ورغم حدوث زيادة في أسعار البيع إلا أنها تبقى معقولة أكثر بكثير من تلك المسجلة بالسوق ونخص بالذكر اللحوم المجمدة وإن كان النشاط الدائم للديوان يسمح بعدم تجميد هذه اللحوم لفترة طويلة إذ يتم ذبح الماشية تم تجميدها إلى غاية بيعها للمستهلك وهنا وجدنا أسعار تختلف كثيرا عن أسعار البيع ببقية الأسواق فمثلا يباع لحم الخروف المجمد ب 650 دينار للمستهلك وب 585 دينار للتجار أي بالجملة مع احتساب كل الرسوم فيما يباع هذا الأخير بنحو 1000دينار ببقية الأسواق فيما يباع اللحم المرحي المجمد دائما ب 500 دينار أما اللحم البقري فيباع ب 560 دينار للفيليه و520 دينار للحم الفخد و500 دينار للحم العادي. فيما يباع اللحم البقري دائما ب 397 دينار بأسعار البيع بالجملة. كما يموّن ديوان اللحوم للغرب السوق يوميا بنحو 6 قناطير يوميا بالنسبة لفرع حي دالمونت لوحده وهذا حسب الأرقام التي استقيناها من هناك بمعدل حوالي 1 قنطار تسوق بالتجزئة للمواطنين وحوالي 5 قناطير تباع بالجملة للتجار أي بمعدل 168 قنطار شهريا بالتقريب. *زيادة أسعار اللحوم البيضاء ظرفيا وستستقر لاحقا أما بالنسبة لإرتفاع أسعار اللحوم البيضاء فأرجعه مهنيو القطاع من جزارين ومربون إلى التراجع الظرفي في العرض بسبب الإنقطاع في الإنتاج والمرتبطة بسببين الأول يتمثل في انخفاض درجة الحرارة وهو أمر يخيف المربون ويدفعهم إلى العزوف عن تربية الصوص الصغيرة خوفا من ملاكها والثاني يتمثل في إنقطاع الإنتاج لدخول المربين في فترة التسمين المقدرة ب 60 يوما والتي شرع فيها الكثير من المربين منذ شهر نوفمبر وديسمبر لتراجع الطلب في هذه الفترة نظرا لعيد الأضحى ما يعني أن تراجع الطلب المرتبط بهذا السبب ظرفي فقط وسيزول قريبا مع نهاية الشهر الجاري لتعود أسعار اللحوم البيضاء إلى الإستقرار كما كانت. كما برّر لنا أحد المربين بمنطقة مسرغين غلاء أسعار بيع الدجاج بارتفاع تكاليف رعايتهم وخصوصا الغداء الحيواني والمتمثل في مادتي السوجا والذرى إذ يباع الطن الواحد من مادة الذوي ب 32092 دينار أي حوالي 3200 دينار للقنطار الواحد فيما تباع مادة السوجاد 49782 دينار للطن أي حوالي 4970 دينار للقنطار الواحد خاصة وأن السوق الوطنية في هذا الإطار تعاني من التبعية للخارج لإقتناء هاتين المادتين. جميع هذه الأسباب ساهمت في رفع السعر الذي وجدناه مرتفعا حتى لدى المربين إذ يباع الطير من المربي لبائع الجملة بها بين 220 و224 دينار ويعاد بيعه لتاجر التجزئة ب 280 تم للمستهلك مابين 340 حتى 400 دينار. * الإيجسيا يطالب بتدخل الدولة للتحكم في الأسعار من جهة أخرى ربط بعض المستهلكين ممن حاورناهم هذا الإرتفاع والذي عرفته أسعار اللحوم البيضاء بالزيادة التي شهدتها اللحوم الحمراء ليتراجع مع هذا الإرتفاع حظ المواطن الجزائري باستهلاك معدل سنوي جيد من هذه المادة التي أصبحت قدرته الشرائية أضعف أكثر مما كانت لإقتنائها والحصول عليها. ممثل اتحاد التجار والحرفيين وحول هذه الزيادة التي اعتبرها غير عادية أكد لنا بأن الإرتفاع وإن كان سببه الأساسي زيادة تكاليف التربية الحيوانية خلال هذه الفترة بالذات وهي فترة الشتاء نظرا لحاجة المربي إلى توفير الغذاء بدل الرعي في الطبيعة إلا أن هناك سببا آخر وهو وجود سماسرة يتحكمون بالقطاع ويحددون الأسعار وذلك بشراء رؤوس الماشية وحتى الدواجن وتسويقها وفقا لحسابات العرض والطلب ومن تم يتحكمون في معادلة التسويق ومن تم الأسعار لذا أكد ذات المصدر بأنّ الإتحاد العام للتجار والحرفيين قدم اقتراحات لوزارتي التجارة والفلاحة بضرورة استراد كميات من هذه المادة وادخالها السوق لتكسير هذه الأسعار التي لم تصل إلى هذا المستوى من قبل مؤكدا بأن تجار التجزئة لا يتحملون مسؤولية التسبب في إحداث هذا الإرتفاع انما هم ضحاياه أيضا. للإشارة يقدر انتاج اللحوم البيضاء بولاية وهران خلال شهر ديسمبر لوحدة ب 299882.50 كلغ منها 285362 كلغ بالنسبة للحم الدجاج و14520 بالنسبة للحم الديك الرومي فيما يتجاوز انتاج الولاية للحم الغنم 101577 كلغ ولحم البقر 204580 كلغ خلال نفس الفترة حسبما تأكد لنامن مديرية الفلاحة.