يعود الحديث عن التسممات الغذائية بوهران على غرار باقي الولايات مع كل موسم حر ويزداد القلق من هذا المرض الذي قد يودي بحياة المصابين به خلال شهر رمضان نتيجة جشع التجار الذين يبحثون عن الربح السريع ولو كان ذلك بطرق ملتوية من جهة وكذا تهافت المستهلكين على المواد الغذائية سريعة التلف والمعروضة بأسعار منخفضة و مغرية جولة عادية الى أسواق مدينة وهران كالأوراسي والمدينة الجديدة تكفي للوقوف على حجم الخطر الذي يحذق بالمستهلك كون الظاهرة أضحت علنية وفي تزايد مقلق كيف لا و الطاولات بكل الأحجام اكتسحت الأسواق على طول هذه الفضاءات التجارية القانونية ناهيك عن تلك الفوضوية المتوزعة على مختف أحياء المدينة وضواحيها حيث تفنن التجار شباب وكهول وحتى أطفال ونسوة في عرض سلع متنوعة سريعة التلف بطرق تثير للغرابة والخف ...مايونيز و أجبان مختلفة و ياغورت و علب التونة و الديول و قارورات المشروبات الغازية وغبرها من المواد الغذائية الاكثر طلبا خلال شهر الصيام وهي منتوجات يشترط حفظها في درجة حرارة منخفضة حيث نجدها بثلاجات محلات بيع المواد الغذائية في الوقت التي تعرض لدى هؤلاء التجار الموسميين على طاولات معرضة لأشعة الشمس الحارقة والغبار والحشرات ناهيك عن الأماكن التي نصبت بها هذه الطاولات والتي ديكورها القمامة والمياه الراكدة ... والغريب في الأمر أن كل هذه المظاهر المقرفة لم تمنع المستهلكين من التردد على هؤلاء التجار والتهافت على اقتناء هذه المواد دون الاهتمام بتاريخ صلاحياتها وهذا كله لربح بضع دنانير قد لا تتعدى في الكثير من الأحيان 10 دج فقط واعتبر مسؤول جمعية المستهلك بوهران والفيدرالية الوطنية في حديثه للجمهورية الظاهرة في تزايد مقلق وحمل المسؤولية إلى الجهات الوصية التي لابد أن تتحرك للقضاء على السوق الموازية التي ينتشر بها مثل هؤلاء الباعة الذين حسبه لا يراعون شروط النظافة ولا عرض السلع لاسيما سريعة التلف ويتسارعون في بيع المواد التي تنتهي صلاحيتها بأيام معدودة . وأرجع نفس المتحدث سبب تهافت المواطنين على هذه السلع الى غياب الوعي وعدم الاكتراث بخطر التسممات التي تصيب المستهلك نتيجة تناول هذه المواد الغذائية ..وقال رئيس جمعية المستهلك أن وزارة الصحة تحصي سنويا 6 آلاف حالة تسمم وهو رقم مخيف جدا لكن لا يمثل الواقع لأن الحقيقة بكثير يضيف ذات المسؤول خاصة وأن العديد من المستهلكين يفضلون الاستنجاد بالصيدليات على أن يتنقلوا الى المستشفيات و قصد التحسيس بمخاطر هذه الظاهرة خاصة خلال شهر رمضان نظمت جمعية المستهلك رفقة مديرية التجارة حملة واسعة من الفاتح جوان الى غاية العاشر من نفس الشهر مست تجار دوائر الولاية الذين تم تحسيسها بمثل هذه المخاطر خلال شهر رمضان بالرغم من هذا يبقى للمستهلك جزء من المسؤولية هذا وقد سجل مستشفى بن زرجب بوهران خلال الثلاثي الاول من السنة الجارية 10 حالات فقط ..أغلبها سجلت خلال شهر أفري المنصرم وذلك نتيجة تناول أطعمة جاهزة بمحلات الفاست فود التي يفتقر عدد كبير منها الى أدنى شروط النظافة .من جهتها ضبطت مديرية التجارة كعادتها برنامجها الخاص بموسم الصيف و الذي تزامن مع شهر رمضان حيث خصصت 45 فرقة لمراقبة الممارسات التجارية و أزيد من 30 فرقة لمراقبة النوعية وسيسعى أعون مصلحة قمع الغش بمديرية التجارة خلال هذه الفترة إلى مراقبة محلات بيع المواد الغذائية والمطاعم حيث تعرض المواد سريعة التلف. [ أشعة الشمس تضاعف عدد البكتيريا والجراثيم ] ولم يخف الأطباء الخطر المحدق بصحة مستهلكي المواد الغذائية المعرّضة لأشعة الشمس والتي قد توصلهم إلى المستشفى وقد تأخذ أبعادا جد خطيرة في حالة تأزم وضعيتهم الصحية والتأخر في تقديم الإسعافات الأولية وقد أكد هؤلاء الاطباء أن أشعة الشمس الحارقة تضاعف عدد البكتيريا بالمواد الغذائية هذا ناهيك عن وجود سلع منتهية الصلاحية أو تكاد وأخرى وسط الأوساخ والمياه الراكدة التي تتجمع بها المكروبات والحشرات الناقلة للجراثيم ويعتبر الأطفال والمسنّون وكذا المصابين بالأمراض المزمنة الأكثر عرضة للتسممات وذلك نتيجة هشاشة جهاز المناعة لديهم الأمر الذي يستدعي وضعهم تحت الرعاية المركزة و مراقبة كل ما يستهلكونه خلال فترة النقاهة هذا ويعد الحليب ومشتقاته من الأجبان المواد الغذائية سريعة التلف ومرتعا للبكتيريا والجراثيم لدى تعرضها لأشعة الشمس نفس الأمر تعرفه اللحوم بأنواعها خاصة المفرومة والمجمدة والتي تحضر مسبقا وتترك جانب لبضع ساعات تكون كافية تضاعف البكتيريا وجعلها تشكل خطرا حقيقيا لدى استهلاكها حتى وإن تم طهيها جيد . وأمام وجود خطر الإصابة بالتسممات الغذائية ينصح المختصون في التغذية بضرورة تجنب اقتناء المواد الغذائية المعروضة خارج الثلاجات مطالبين في الوقت نفسه الجهات الوصية بتدعيم آليات الرقابة وتشديد الإجراءات الردعية و احترام شروط النظافة والحفظ هذا من جهة أما بالنسبة للمستهلك لابد أن يتقيد بعدة ضوابط على رأسها شروط النظافة كغسل اليدين قبل تناول الأطعمة أو الشروع في إعداد الطعام ناهيك عن الوعي بخطورة تناول الأطعمة والسلع المعروضة بالطاولات .