أكد الفنان والمطرب عبد الحميد طالب بن دياب على أن الفنان بتلمسان لا ينجذب في رمضان نحو الحفلات فحسب وإنما له أيضا انبعاث روحاني اتجاه هذا الشهر الفضيل الذي يتسم بالعبادة ويكثر منها رغم ميله للغناء ،كما له يوميات عادية لا قلق ولا نرفزة فيها والأجواء التي يقضيها بين عائلته وأحبابه ورفقائه تكون أكثر من أي وقت في اللقاءات يتجاذب فيها أطرف الحديث عن أيام زمان حين كانت عاصمة الزيانيين تعج بمشاييخها في أداء طرب الأصيل واستمتاع أبائهم و أجدادهم بالجلسات التي تتوسطها "سينية النحاس والبرّاد وكيسان حياتي "ولم يبقى منها إلا تذكرة عابرة في مناسبات كهذه التي يحاول جاهدا لإعادة عبقها من خلال التشبث بعراقة الأغنية الأندلسية عن طريق القعدة التقليدية المحضة الذي يحيي بها حفلاته. ماذا عن صيام رمضان بالنسبة لك كفنان وكشخص عادي هل فيهما فرق وما يميز أثر الواحد منها ؟ لا أنتقد ما يطهى في رمضان لأن حريرة تلمسان من الحساء الشهير ولا أبدي أي غضب اتجاه الأطباق التي تحضر في هذا الشهر الكريم فكل شيء يصفف في المائدة نعمة من الله لا ننفث في وفرتها، وعن نفسي أنا دوما هادئ من جانبي الشخصي مواظب على صلاتي والتراويح ، أما كفنان فمنذ أن ولجت الموسيقى وتعلمتها عام 1982 بجمعية رياض الأندلس أسعى دوما أن أواكب فني في عدة حفلات بعدما شكلت لنفسي جوقا خاصا يتكون من سبعة أعضاء موسيقيين سنة 2001 وكلما أرسلت لنا دعوة لإحياء السهرة نشدّ الرحال ففي رمضان كانت هناك حفلة بدار الثقافة "عبد القادر علولة" بتاريخ 22 جوان الجاري حضرتها العائلات التلمسانية وعجّت بهم القاعة الكبرى كونها أول سهرة أستهلها قطاع الثقافة بالولاية في بداية رمضان وأحيطكم علما أني في السابق كنت أنشط مع جمعيات محلية لها نفس طابعي الأندلسي كجمعية غرناطة ولاسلام واعتزلت العمل الجماعي بغية تحقيق ذاتيتي بفخر واعتزاز والذي برزت في الوهلة الأولى في الأعراس أين فرضت جوقي و كان لنا النجاح لسمعتنا الطيبة وللميزة الجميلة التي تقيدت بها لنرتقي بها هو أحياء حفل الزفاف على طريقة "معلّمين زمان " بتربيعة الجلسة والتي يحبها الكثير ممّن تعاملوا معي وراقت مستمعي أغانيا في المهرجانات التي شاركت فيها أمثال الدولي منه في الموسيقية الأندلسية والمهرجان المغربي والوطني للحوزي . معروف عنك إحياء السهرات الرسمية بالرئاسة هل تعتمد على نفس قعدة زمان للتجاوب مع الحفلة ؟ لم أنسلخ عن العادة التي اتخذتها نبراسا في مساري الفني باعتبارها خصوصية مشاييخ تلمسان وأريد صيانتها لإثبات مستوايا في الساحة الفنية والتي فعلا نلت بها نجاحا و سجلت إعجابا باهرا ، تعاملت مع جمهور عريض من ربوع الوطن بجلسات زمان و رسميات في الولاية كما غنيت بنفس الطبع وجمالية "القعدة برئاسة الجمهورية التي استدعيت لأطرب ضيوفها من رؤساء دول ووزراء وشخصيات بارزة ومهمة نزلت على الجزائر في إطار زيارات مختلفة حيث غنيت لهم قصائد شجية للشيخ الندرومي قدور ابن عاشور الزرهوني التي لم يتطرق لها أي فنان من قبلي ومن عناوينها _يالباغضني و أنا ضالك محبوب _ كل واحد عند الله يلقى حسابوا_ والتي أضفت لها ريتم الموسيقى الأندلسية وهذه الغنية موجودة في القرص المضغوط الذي صدر سنة 2011 بمناسبة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية والقرص الثاني ظهر في السوق مؤخرا وهو من التراث بعنوان "الكاوي"أغانيه مغربية من كلمات الشيخ بوعزة الذي أدخلها عبد لكريم دالي إلى تلمسان وغناها الشيخ رضوان بن صاري ثم سامي المغربي ، قبلي سامي المغربي و أعطيتها صبغة مغايرة وجديدة في اللحن كما فيها كلمات تخص فنان الأغنية الشعبية الشيخ العنقى فأعدتها بالوزن الأندلسي"_لحمام اللي ربيتو مشا علي_ ومنها أيضا ما يخص أفراح الزفاف على سبيل الإشارة "حنّو لالا لعروسة " " وألف هنية وهنية" وغيرها من أصل 12 عنوانا بهذا القرص الجديد . تلمسان تحتضن سنويا المهرجان الوطني للحوزي ،هل اسمك يرد في قائمة المشاركين؟ المهرجان فيه خطأ عندما تجلب محافظة المهرجان فنانون غرباء عن تلمسان ،ونحن لنا ما يغنينا من هذه الفئة التي تستحق الدخول في منافسة محلية فقامت في هذه الطبعة بتوزيعهم حسب رزمانة التظاهرة بمرسى بن مهيدي وهنين و ندرومة بمناطق يميزها السكون الفني في رمضان عكس المدينة الأم فهل هذه مشاركة طبعا لا فالبنسبة لي تسمى عدم المساواة أقول هذا ومتأكد جيدا أن ما يحصل من ذات القبيل إلا هنا ففي الجزائر العاصمة مهرجان الصنعة يحتفي به فناننين عاصميين وقسنطينة تعطي الفرصة لأبنائها وعند الزيانيين نعمل بالصيغة الوطنية والواحد منا يعمل بطريقته ووجهته فلست ناقم على المهرجان في صورته وأطالب بتحفيز فنانون تلمسان بشكل راقي باعتبارنا لا نملك جهة تدافع عنا في هذا الشأن وعن تظاهرة عاصمة الثقافة العربية بقسنطينة أنتظر دعوة دار الثقافة بتلمسان أثناء إعدادها لقائمة المشاركين نهاية السنة لتنتقل إلى الحدث الدولي بمدينة الجسور المعلقة .