تحدّث روّاد الأسواق الأسبوعية للمواشي، بكل من ولايتي النعامة والبيض، عن الارتفاع المسبوق للأسعار التي عرفتها مختلف رؤوس الماشية المعروضة بها، كما هو الشأن بالنسبة لسوق مدينة بوقطب الذي ينظّم كل يوم ثلاثاء، وسوق مدينة المشرية الذي ينظم هو الآخر كل يوم أربعاء. وحسب مصادرنا فإن هذه الزيادة تراوحت ما بين عشرين وثلاثين بالمائة من القيمة الحقيقية للأسعار، التي كانت متداولة منذ حوالي ثلاثة أسابيع، ما يعني أن المغياثية التي عرفتها المنطقة كانت السبب المباشر في هذا الارتفاع، رغم الغلاء المتواصل للمواد العلفية التي تراوح سعر القنطار الواحد منها، ما بين 2500 دينار وثلاثة آلاف. ودائما حسب العارفين بخبايا القطاع وتقلبات الأسواق، فإن عوامل كثيرة أهمها كمية الأمطار التي نزلت والتي فاقت نسبتها المعدل السنوي بالمنطقة، وهو ما يعني الانعكاس الإيجابي على الغطاء النباتي وانتعاش المراعي، والتخلص التدريجي من فواتير الأعلاف. والعامل الثاني اقتراب موسم الحج والتهافت على الولائم في مثل هذه المناسبة. أما العامل الثالث والأهم في كل هذه الحسابات فهو اقتراب عيد الأضحى، حيث يسارع بعض الموالين إلى الاحتفاظ بقطيع من الخراف والكباش لهذه المناسبة لمضاعفة الثمن. وبهذه الكيفية، يتم الإخلال بمعادلة العرض والطلب، فترتفع الأسعار، التي ستنعكس سلبا على القدرة الشرائية للمواطن، الذي يبقى دائما الخاسر الأكبر في هذه المعادلات، التي لا يفكّ رموزها إلا السماسرة والانتهازيون الذين يقفزون على المناسبات لتحقيق الثراء الفاحش.