سأستلم التكريم يوم 17 أكتوبر المقبل بمقر الجمعية في أريزونا عبر الباحث الجزائري البروفيسور " حبيب تيليوين " من معهد علم الاجتماع بجامعة وهران (2) محمد بوضياف، الحائز على جائزة سنة 2015 للجمعية الدولية للبحث في "جودة الحياة" التي يقع مقرها بالولايات المتحدةالأمريكية، عن سعادته بهذا التتويج الأول من نوعه على الصعيدين الجزائري والعربي، وأوضح الأستاذ "المقتدر" حبيب تيليوين " في الاتصال الهاتفي الذي أجرته معه جريدة "الجمهورية" ظهيرة أمس أن هذه الجائزة التي سيستلمها يوم 17 أكتوبر المقبل خلال الحفل الذي سينظم بمقر الجمعية المذكور بفنيكس (أريزونا) ستشجعه على بذل المزيد من الجهود العلمية الأكاديمية مستقبلا خدمة لوطنه، الجامعة الجزائرية وكل زملائه الباحثين، مشيرا إلى أن النجاح لم يكن وليد اليوم، بل هو نتيجة عمل طويل و دؤوب بدأ في 2002، حيث "عملت في صمت ونشرت العديد من المقالات باللغة الإنجليزية في عديد المجلات الدولية العلمية، تعالج مسألة جودة الحياة والرفاهية الاجتماعية على الجزائر). مقاييس التنمية الواجب اعتمادها في الجزائر وأوضح الأستاذ " حبيب تيليوين " المختص في مجال علم النفس وعلوم التربية، أنه تلقى العديد من العروض من قبل كبرى المعاهد والجامعات الدولية للتدريس فيها وبامتيازات كبيرة ومغرية إلا أنه فضل البقاء في وطنه وبلد أجداده يقدم خبرته للطلبة الشباب والباحثين الذين يريدون الاستفادة من تجربته العلمية الأكاديمية الطويلة، مشيرا إلى أن همه الأول والأخير هو البحث الميداني دون الاهتمام بتلك المغريات المادية، فهو من الأكاديميين الملتزمين ومستعد دائما لخدمة بلده لاسيما في ظل الأوضاع الصعبة التي تعيشها الكثير من البلدان العربية، التي تقتضي من كل شريف وغيور على بلده أن يضحي من أجله ويقدم أغلى ما يمتلكه في سبيل تنميته وتطويره. وعن موضوع بحثه الذي تحصل بفضله على جائزة سنة 2015 للجمعية الدولية للبحث في جودة الحياة، قال محدثنا، إنه عالج إشكالية مقاييس التنمية التي يجب أن تعتمد في المجتمع الجزائري من أجل تقييمها وتحديد مستوياتها، مع الأخذ بعين الاعتبار الجوانب النفسية والنفسية الاجتماعية في بلدنا، دون الاعتماد فقط كما قال على المؤشرات الاقتصادية باعتبارها ليست المعيار الحقيقي الذي ينبغي التركيز عليه في قياس مستوى التنمية في مجتمعنا، مشددا على أن المؤشر الأساسي هو رضا الناس بمحيطهم وحياتهم، داعيا في ذات الصدد إلى تربية الإنسان وجعله محور التنمية كي تكون مستدامة، فأنسنة التنمية كيفا وليس كما هو محور التطور والرفاه الذي ينبغي أن يركز عليه أصحاب القرار في بلدنا وعدم الاكتفاء بلغة الأرقام والإنجازات التي لا تمثل بأي حال من الأحوال مؤشرا على جودة الحياة ورقيها في شتى المجالات. 13 سنة من البحث الأكاديمي وأشادت رئيسة الجمعية المذكورة "روندا فيليبس" في رسالة للباحث الجزائري بالعمل الذي قدمه هذا الأخير حيث قالت فيها "إن عملكم وخبرتكم في مجال جودة الحياة يستحقان التقدير ونحن نحرص على منحكم هذه الجائزة على مساهماتكم وانجازاتكم"، كما نشر هذا المختص الجزائري منذ 13 سنة حوالي 30 مقالا على المستوى الدولي منها مقال حول حقوق الطفل الجزائري نشر شهر جوان الماضي في عدد خاص لمجلة علمية دولية بانجلترا ، ويشغل السيد تيليوين منصب مدير مخبر البحث في المسار التربوي والسياق الاجتماعي التابع لجامعة وهران الذي أعدّ شهر ماي الماضي بنك للمعطيات حول رفاهية الطفولة في الجزائر. و تم انجاز هذا العمل في ظرف سنتين في إطار دراسة حول"رفاهية الطفل في العالم" شارك فيها باحثون مستقلون من 15 دولة ، وتعتبر الجزائر البلد العربي الوحيد الممثل في الشبكة التي أنجزت هذا البحث الكائنة على مستوى جامعة غوتا بفرانكفورت بألمانيا. وتضم الجمعية الدولية للبحث في جودة الحياة التي تأسست سنة 1995 بهدف تشجيع البحث المتعدد الاختصاصات في ميدان نوعية الحياة، متخصصين في الاقتصاد وعلم الاجتماع والعلوم الطبية وعلم النفس وتخصصات أخرى لها علاقة بجودة حياة الإنسان.