صدر حديثًا عن منشورات الاختلاف بالجزائر، ومنشورات ضفاف في لبنان، عمل روائي جديد للروائي أحمد طيباوي موسوم "مذكرات من وطن آخر ". تقع الرواية في 196 صفحة من القطع المتوسط، وكتبت في صيف عام 2012، تتصادم فيها الهويات والجذور وتساؤلات الانتماء والغربة والاغتراب الوجودي. كما تتواصل أحداثها على وتيرة مربكة تتجاذبها مثالية مستحيلة وواقع منهوك بتناقضاته، من خلال شخصيات متداخلة، ومتصادمة، تعيش صراعاتها، خيباتها، وأحلامها،أوهامها، بتمزقات كثيرة، وفي ذات الوقت تبحث عن معنى الانتماء، وتنشد خلاصا مثاليا لا يحدث إلا على أنقاض ما. وهي باختصار عبارة عن حكاية يسردها رجل عن صديقه، المغترب في فرنسا تنازعا حب وقلب امرأة، ولكنه ابتعد عن الشكل التقليدي، موضحًا أن الراوي العليم في هذه الرواية كتب جزءًا من قصة صديقه بناء على طلبه فوجد نفسه يكتب قصتهما ثم قصة حبهما للمرأة ذاتها ليتعدى ذلك إلى كتابة انتمائهما للوطن وللأم ذاتها؛ لأنهما تربيا معا. أما عن غلاف الرواية فهو يمثل وجهين يتقاطعان أو يلقي أحدهما بظله على الآخر، كما تتداخل عيناهما، وذلك ما يمثله جوهر الرواية حيث تختلف الرؤى أما صورة المرأة هي المحبوبة المشتركة، والصديق المغترب يمثل الوجه النيّر، أما السارد أو البطل الثاني فهو المظلم. الجدير بالذكر، أحمد طيباوي هو ابن ولاية سطيف، عمل أستاذا بجامعة سطيف، وتخصص في إدارة الأعمال. فاز بجائزة الطيب صالح الثالثة عام 2014 ، عن روايته " موت ناعم" التي تتناول حالة تمرد اجتماعي عن المعهود لأستاذة جامعية، وعنها يقول في مقدمة الكتاب : " من خلال الرواية حاولت أن أقول بداية إن المثقف لا يلجأ إلى الحلول الفردية إلا إذا تعذر عليه العمل جماعيا. نحن لا نحتاج إلى نجاحات فردية، إذ انتهت أزمنة كان فيها الفرد يصنع تاريخ الأمة أو يوجهه وعلى الباقين السير خلفه، إننا نحتاج إلى انتقال جماعي وإرادة واعية يمثلها المثقفون خاصة وباقي النخب لتوجيه ذلك الانتقال والمساهمة الفاعلة فيه''، كما نال جائزة رئيس الجمهورية في مجال الرواية سنة 2011 عن عمله "المقام العالي " .