إحتضنت قاعة محمود درويش بكناستال عشية الأربعاء الماضي محاضرة حول "غزة" للدبلوماسي الفرنسي السابق السيد ستيفان هيسل وهذا بالتعاون مع المركز الثقافي الفرنسي لوهران. ووسط حضور مكثف من رجال الثقافة والمفكرين قدم الأستاذ محمد بهلول لمحة عن مسار الرجل الذي ولد عام 1917 ببرلين من عائلة ثرية فوالده الأديب فرانز هيسل ووالدته بطلة فيلم"جيل وجيم" القصة المقتبسة عن رواية أنري بيار روشي لتهاجر عائلته الى فرنسا سنة 1929 أين تحصل ستيفان على شهادة البكالوريا في سن ال 15 من عمره ويلتحق بالمدرسة العليا للدراسات الجامعية وبعد تخرجه يتروج من فيتا سنة 1939من عائلة معروفة ويلتحق أثناء الحرب العالمية الثانية بالجنرال ديغول في لندن ويمر بمدينة وهران لأول مرة في حياته في 10 فيفري 1941 ومنذ 1945 يلتحق ستيفان هيسل بالمجال الدبلوماسي ليكرس حياته لحقوق الإنسان بحكم أنه كان محررا في هيئة تحرير اللجنة التي تأسست في عام 1948 ليصبح سيفر فرنسا في هيئة الأممالمتحدة ثم كلفت له عدة حقائب دبلوماسية في عدة دول منها الجزائر وتضمن الأستاذ بهلول والأستاذ سنوسي مسار الرجل ليأخذ الكلمة ضيف القاعة تحت تصفيقات الحضور. حيث صرح الدبلوماسي الفرنسي السابق السيد ستيفان هيسل في بداية تدخله بسعادة وجوده في الجزائر وأنه كان في "غزة" منذ أسبوع فقط وعلى طول 400 كلم من شواطىء غزة هناك حراسة مشددة من قبل إسرائيل ولا يمكن الولوج منها وأكد أنه منذ تأسيس دولة إسرائيل من حوالي 62 سنة، واليهود يتوافدون على هذه الأرض المغتصبة رغم أن العرب خاضوا حربا ضد هذا الإستعمار إلا أنهم خسروا في آخر المطاف لتبقى فلسطين بدون أرض رغم أنها من الأمم المثقفة وكل الحضارات توالت عليها لذا يجب أن يكون هناك وطن من أجل شعب فلسطين ومادام لإسرائيل أصبح لها تواجد فعليها أن تحترم الحدود وأن تقسم البلاد وأن يكون هناك قدس للعرب وجزء ثان لإسرائيل حتى يعم السلام مادام هناك أمر واقع لا يمكن أن نجهله فإسرائيل أصبحت قوة نووية وتجد الدعم من أمريكا وفرنسا في حين دولة فلسطين لا تزال تعيش الإنقسامات وهذا ما أكده السيد هيسل الذي قام بزيارة حزب حماس وأكد أن الوحدة هي الحل الوحيد لشعب فلسطين الذي يرغب في تحرير وطنه ومادام هناك عدة أحزاب وكل واحد في جهة وفرقة بين الإخوة لن تكون هناك دولة فلسطين كما أكد من خلال محاضرته أن هناك 4 ملايين من الفلسطينيين هم أصلا من اللاجئين، كما أكد أن أهل غزة يعيشون في حالة مزرية حسب ما شاهده خلال الأسبوع الماضي عندما قام بزيارة رفقة زوجته الى هناك والهدف من هذه الزيارات الى البلدان كالجزائر هو تكثيف الجهود من أجل فك الحصار على غزة وتحرير القدس من خلال تضاعف عدد المآزرين لمحكمة روسل التي تدين الإجرام وإنتهاك حقوق الإنسان وذكر بأنه عجوز دبلوماسي فرنسي وربما وصل الى سن متقدمة مما يسمح له التعبير عن مواقفه وأفكاره إتجاه تحرير فلسطين بكل حرية وشجاعة وهناك شخصيات من كل العالم ومنهم بطرس بطرس غالي وليندة نادري الإسرائيلية وغيرهم من يآزرون القضية والعملية التحسيسية بالإلتحاق بمحكمة روسل متواصلة مع لقاء آخر في برشلونة بعد أسبوعين ثم لقاء آخر في لندن وبعد ذلك في نيويورك وهذا لإبراز خرق حقوق الإنسان في غزة التي يقتل فيها الأطفال والكبار في حين هناك دول عظمى تدعم إسرائيل بأسلحة الدمار. كانت شهادات حية من "غزة" قدمها الدبلوماسي الفرنسي ستيفان هيسل وكانت عدة تدخلات هامة لعدة شخصيات فكرية في القاعة دارت من خلالها عدة أسئلة تدور أغلبها عن ميزان القوة بين الطرفين وأنه من الصعوبة تحرير القدس في هذه الظروف أو فك الحصار عن غزة لكن أجوبة ستيفان هيسل كانت متفائلة جدا لأنه قال وركز على أهمية العمل والنضال المتواصل وأن الوحدة يجب أن تكون أولا في صفوف الفلسطينيين أولا لأنهم أصحاب الحق الشرعي وأن هذه المنظمات الإنسانية ومنها محكمة روسل ماهي إلا دعم للقضية ورفع صوت المظلومين ومحاولة التأثير على منظمة الأممالمتحدة التي تتحكم فيها الدول العظمى ومنها فرنسا. ودار سؤال طرحته إنصاف عماري عن محمود درويش بما أن القاعة تحمل إسمه، فرد ستيفان هيسل بأنه زار قبر محمود درويش وأكد أنه شاعر كبير وأنه ذكر بعض الأبيات على قبره كتحية له وأكد بأنه لا يجب أن نضع الأيادي بل يجب أن نعمل كل في وسعنا من أجل تغيير الأمور لصالح القضية الفلسطينية. حضور كبير للمثقفين في وهران تمثل في أسماء عديدة منها الدكتور كاظم العبودي وخالد صالح وأم سهام ودليلة دوارخي والسيدة بلهواري وعدة محامين ومختصين في القانون الدولي الى جانب بن صالح محمد الذي سجل اللقاء في شريط وثائقي سيعرض فيما بعد على القناة الفرنسية الثانية، ليختتم اللقاء على تفاؤل كبير زرعه الدبلوماسي العجوز في قلوب الحضور بأن الحق مادام وراءه مطالب سيأخذه أصحابه في آخر محطة.