و.م احتضنت قاعة المحاضرات بمركز البحث العلمي والتقني للمناطق الجافة بجامعة محمد خيضر ببسكرة التي تحمل إسم الشاعر الراحل" عمر البرناوي "وبمبادرة من لجنة الحفلات لمدينة بسكرة بالتعاون مع الديوان الوطني للثقافة والإعلام وقفة وفاء وعرفان للأديب والشاعر الراحل عمر البرناوي وذلك بحضور عائلته الكريمة ونخبة من رجال الثقافة والفكر والإبداع من أصدقاء درب الإبداع الحافل للشاعر الكبير عمر البرناوي ضمنهم المؤرخ الكبير أبو القاسم سعد الله، الدكتور محمد العربي الزبيري، الأديب الكبير عبد الله ركيبي، ومدير عام الديوان الوطني للثقافة والإعلام لخضر بن تركي والشاعر المبدع رابح حمدي إلى جانب والي ولاية بسكرة ساعد قوجيل والسلطات المحلية . واكتشف الحضور الذي اكتظت به قاعة المحاضرات بمركز البحث العلمي والتقني للمناطق الجافة بجامعة محمد خيضر ومن خلال الشهادات الحية لأصدقاء مسيرة الإبداع الشعري لشاعر نشيد "من أجلك عشنا وطني" الذي ما يزال يؤجج الهمم الوطنية جوانب من الخصال الإنسانية والإبداعية للشاعر الراحل كما أكد المشاركون في الجلسة التكريمية للفقيد الشاعر عمر البرناوي الذي وافته المنية يوم 24 فيفري الماضي عن عمر يناهز 74 عاما أنه يعد من المخضرمين الذين ساهموا في وضع أسس الحركة الأدبية الحديثة في الجزائر حيث استحضر الشاعر محمد أبو القاسم خمار بعض الذكريات التي جمعته بالراحل والتي كانت "تطغى عليها الجدية" من جهة والفكاهة وروح الدعابة والمرح من جهة أخرى نظرا لما كان يتمتع به الرجل من "خفة روح" وأضاف أن الميزة الأساسية التي كانت تطغى على كتابات الفقيد هي "الجرأة" التي كانت تعكسها مواضيعه و التي كانت أغلبها في النقد الاجتماعي لمحاربة بعض الآفات الاجتماعية أو الشخصية مضيفا أن الراحل كان معروفا أيضا بدفاعه عن عروبته ووطنيته. من جهته اعتبر لخضر بن تركي مدير الديوان الوطني للثقافة والإعلام وممثل وزيرة الثقافة أن الشاعر الراحل عمر البرناوي بمثابة " قامة ثقافية وأدبية كبيرة عرفه منذ فترة طويلة من الزمن وله باع طويل في الإبداعات الأدبية التي تبقى بعد رحيله إرثا تتداوله الأجيال كما أكد الأستاذ رابح حمدي مدير الثقافة لولاية تيارت أن المرحوم "نجم لامع في فضاء الثقافة العربية وعلامة مميزة عبر مسارات الإبداع الأدبي" وتناولت باقي الشهادات تفاصيل عن مسيرته الإبداعية واعتبرته نموذج للمثقف الوطني الأصيل والأديب الواعي بقضايا أمته. وعلى هامش اللقاء الذي تم خلاله تقديم هدايا رمزية لعائلة الفقيد عرفانا له وتقديرا قرأت مجموعة من القصائد الشعرية لروح فقيد الشعر الجزائري عمر البرناوي و إلى جانب عرض شريط سمعي-بصري تناول محطات من السيرة الذاتية حوله كما أتحفت جمعية "براعم ترقية المدينة" بأداء نشيد "من أجلك عشنا وطني" الذي أبدعه الفقيد وتفاعل معه الحضور للتذكير ولد الفقيد في 18 أفريل عام 1935 بمدينة بسكرة وتلقى تعليمه الابتدائي بمسقط رأسه وكذا ببلدة بريكة التابعة لولاية باتنة حاليا وواصل تعليمه المتوسط بمعهد العلامة عبد الحميد بن باديس بقسنطينة ثم التحق بجامع الزيتونة بتونس حيث نال شهادة التحصيل (معادلة للبكالوريا) في خمسينيات القرن الماضي. واشتغل منذ سنة 1958 بصفة مذيع ومنتج برامج بالإذاعة التونسية وانخرط في جمعية الراشدية للموسيقي و المسرح. ولدى عودته إلى أرض الوطن غداة استرجاع السيادة الوطنية اقتحم حقل التدريس على مستوى عدة ثانويات بالجزائر العاصمة وتبوأ وظيفة رئيس تحرير مجلة "ألوان" للفترة الممتدة بين سنوات 1972 و1981 كما تقلد الفقيد منصب مدير ثقافة بولايتي المسيلةوبسكرة على التوالي وعضوا مؤسسا لاتحاد الكتاب الجزائريين وعضوا بالمجلس الوطني الانتقالي، رئيس لمؤسسة "عبد الحميد بن باديس" بولاية قسنطينة وفي مجال الإبداع ترك المرحوم إرثا حافلا في شتى الأغراض والموضوعات نسجه على مدار نصف قرن من ذلك ثلاثة أعمال مطبوعة مفصلة في" الولادة الثانية" (رواية) و"بين الوزارة والسجن" (رواية) و" من أجلك ياوطني" -ديوان شعري- بالإضافة إلى أعمال غير مطبوعة خاصة في فن الأوبيرات منها" ملحمة الجزائر" وهي عمل مشترك و" المواطن" و"مع عودة الذاكرة"