@ ملتقى دولي لتكريم أصدقاء الثورة التحريرية في اختتام الستينية أكّد، وزير المجاهدين، الطيب زيتوني، أن التصريحات الاخيرة لبعض الساسة الفرنسيين حول مراجعة وإلغاء اتفاقية إيفيان « تتنافى تماما مع القواعد والأعراف والأخلاق والإنسانية في المقام الأول»، مضيفا، انها «دليل على انزعاج بعض الأطراف في فرنسا من القوة التي باتت عليها الجزائر المستقلة ومن مواقفها الثابتة وسيادتها الراسخة، قائلا إنها «أطراف لم تهضم بعد حقيقة انهزام فرنسا على يد الجزائر» وعلّق الطيب زيتوني، أمس، خلال استضافته على أمواج القناة الأولى، على التصريحات الأخيرة لبعض السّاسة الفرنسيين من بينهم الرئيس السابق نيكولا ساركوزي وزعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان حول مراجعة وإلغاء اتفاقية إيفيان، لا تزيد الجزائر سوى فخرا بثورتها المجيدة واعتزازا بحجم فاتورة دحرها للمستعمر الفرنسي واسترجاع سيادتها، «لقد دفع الشعب الجزائري فاتورة استقلاله غاليا جدا وكافح طويلا لنيل استقلاله وما اتفاقية إيفيان إلا نتيجة لكل ذلك، وأن الجزائر لا زالت مستعدة لدفع الكثير من أجل وحدتها.» وفي سياق متصل، تطرق الوزير إلى الأرشيف الوطني الذي ما يزال حبيس أدراج السلطات الفرنسية، مؤكدا أن تصريحات كاتب الدولة لقدماء المحاربين والذاكرة جان مارك تودشيني في آخر زيارة له بالجزائر حملت بوادر إرادة فرنسية بإرجاعه، في انتظار الفعل الحقيقي، مبرزا، أن سلسلة اللقاءات بين الطرفين الجزائري والفرنسي في هذا الشأن أسفرت عن إقناع الأخير بأن هناك أرشيف تابع للجزائر لا بد من استرجاعه بالطرق الدبلوماسية. وفي ذات السياق، أضاف، المسؤول الأول على قطاع المجاهدين، بأن آخر اجتماع للجنة المشتركة بين الأرشيف الوطني الجزائري ونظيره الفرنسي تم في شهر أفريل الماضي للتفاوض على استرجاعه باعتباره شهادة حية على جرائم الاستعمار، وهو ملف حساس يتطلب الكثير من الصبر، كما، توقف، الوزير عند الأرشيف الوطني لدى بلدان الكتلة الشرقية سابقا وعند حوالي 12 دولة صديقة وشقيقة وأن التنسيق أسفر عن استرجاع الكثير من الصور والوثائق السرية وأن العملية لازالت سارية. كما وجه زيتوني دعوة إلى المواطنين المالكين للأرشيف التابع لحقبة الاستعمار بإعادته إلى الوزارة التي تتكفل بوضعه تحت تصرف الكتّاب والموثقين وتمكينهم من توثيق حقيقة الثورة الجزائرية بنزاهة وإخلاص قائلا إن أرشيف الثورة ملك للشعب الجزائري أجمع والدولة وأنه واحد من مقدسات ثورة التحرير التي لا يصح الاحتفاظ به بشكل شخصي، وفي ذات السياق، ذكّر المتحدث، أنه تم إحصاء كل المعالم الشاهدة على ثورة التحرير من مراكز تعذيب وأماكن المعارك التي استشهد فيها أبطال الجزائر ومقابر الشهداء عبر مسح شامل للولايات والدوائر والبلديات، بالإضافة إلى جمع شهادات المشاركين في الثورة من القادة والمجاهدين. هذا، وصرح الوزير بأن اختتام ستينية الثورة سيكون بإقامة ملتقى دولي لتكريم أصدقاء الثورة التحريرية.