أكد وزير الثقافة السيد عز الدين ميهوبي خلال إشرافه أمس على افتتاح فعاليات المؤتمر الثالث و العشرون للمجمع العربي للموسيقى بقاعة العروض الكبرى أحمد باي بقسنطينة وبمشاركة ممثلون عن عدد من الدول العربية على أهمية الموسيقى في حياة الإنسان و دورها في توحيد شعوب العالم معتبرا أنها ستكون لغة العالم المستقبلية حيث تجمع بين الشعوب و تهذب سلوكهم فالإنسانية من خلال الموسيقى لا تعرف الحدود خاصة و أنها لا تحتاج لأي ترجمة,ميهوبي و عند حديثه عن هذه الطبعة من المؤتمر التي جاءت تحت شعار الموسيقى بين الأصالة و المعاصرة شدد على أهمية موضوع المؤتمر الذي يتمحور حول توجيه الشباب العربي بين التراث التقليدي و المستحدث سيما و أنه يربط الجيل القديم بجيل الرقمنة الذي ينغمس في التحولات التي ابعدته قليلا عن موروثه الثقافي و جعلت من الفن الأصيل و الراقي الذي نشأ عليه المجتمع يفقد الكثير من خصوصياته ذلك رغم أن مسألة العولمة ليست بالمخيفة إذا ما تم تلقين الجيل و منحه الحصانة اللازمة ثقافيا و فكريا من أجل تشكيل حصن و جدار منيع لمواجهة السلبية كما لا يجب في ذات الصدد محاكمة هذا الجيل بمجرد أنه يسعى للإتيان بالجديد و يسعى لتطوير و استحداث موسيقى جديدة فالتطوير و التحديث حسبه ليس بالعيب و ليس بالجريمة إنما يجب أن يؤسس على قواعد علمية سليمة,هذا وقد ذكر وزير الثقافة بتنوع الطبوع الفنية و الثقافية التي تملكها الجزائر فهي بلد تم تصنيف البعض من طبعوها الموسيقية ضمن التراث الإنساني على غرار الإمزاد و ركب سيدي الشيخ و هناك مساعي أخرى لتصنيف أكبر عدد من الطبوع الفنية الثقافية ضمن التراث سيما و أن الجزائر تهتم بشكل كبير بالموسيقى و لهذا أنشأت عدد كبير من المدارس التي تتولى نشأت الجيل و تلقينه القواعد الصحيحة و الأوركسترا الوطنية للسيمفونية أهم مدرسة و أهم مكسب على المستوى الوطني و العربي ليعلن عن جاهزية الجزائر للتعاون المباشر مع المجلس الدولي للموسيقى سواء لتنظيم الورشات أو القيام بدراسات حول الموسيقى الجزائرية مع توفير كل الظروف لاستقبال الخبراء و اكتشاف الموسيقى الجزائرية معربا عن أمله في إيجاد التجاوب اللازم من المجلس الدولي للموسيقى, و في الحديث عن الفن و الفنانين الجزائريين كشف ميهوبي عن قانون تم المصادقة عليه منذ أسبوعين حول مسألة التقاعد ذلك بشراء السنوات التي تنقص الفنان حتى يحصل على منحة تقاعد تضمن له حياة كريمة خاصة و أن الكثير من الفنانين لا ينتمون لأي مؤسسة و من ثم يجدون أنفسهم دون أي منحة منوها بأن الجزائر تكاد تكون البلد العربي و الإفريقي الوحيد الذي يولي أهمية كبرى لمسألة الحفاظ على حقوق الفنانين الذي اعتبرهم محضوضون بوجود هيئة تتمثل في الديوان الوطني لحقوق المؤلف و الحقوق المجاورة تعمل على ضمان قيمة و مكانة و حقوق الفنان. افتتاح الطبعة 23 للمجمع العربي للموسيقى الذي عرف حضور رئيس المجمع العربي للموسيقى الأستاذ الأمين بشيشي و رئيس المجلس الدولي للموسيقى بول دوجاردان و الأمينة العامة للمجلس الدولي للموسيقى السيدة سيليا فيتشر و ممثلين عن عدد من الدول العربية و فنانين شهدت تكريمات لوجوه فاعلة أسهمت في مؤتمرات الموسيقى السابقة كالأستاذ الأمين البشيشي,هذا و قد استهلت الندوات العلمية بجلسة أولى ترأسها الدكتور محي الدين عميمور حول الشباب العربي و الموسيقى التراثية في ظل العلاقة الكامنة بين الحداثة و التغريب للأستاذ الدكتور يوسف قطاط من تونس تلتها الموسيقى الشبابية في البلدان العربية تحت عنوان أزمة هوية أم أزمة إبداع من إلقاء الأستاذ الدكتور يوسف طنوس من لبنان بعدها محاضرة حول موسيقى الشباب المصري بين الرفض و الفن الهابط من إلقاء الدكتورة عزة مدين من مصر أما الأستاذ نزيه برمضان و الدكتور محمد رضا شيخي من الجزائر فقد تناولا موضوع تقارب المبادرات لصالح تنمية الصناعة الثقافية بالجزائر الموسيقى المستحدثة نموذجا لتتناول الجلسة الثانية التي ترأسها الدكتور عبد الحميد حمام من الأردن عدة مواضيع تمثلت في موسيقى الشباب العربي بين الأصالة و الحداثة حاضر عنها الدكتور نبيل شولاة من مصر إضافة إلى محاضرة بعنوان الموسيقة التراثية و الموسيقى المستحدثة تعايش أم تنافر للدكتور بديع الحاج من لبنان و محاضرة أشرفت عليها الأستاذة هدى عبد الله من البحرين حول توجه الشباب في مملكة البحرين بين الموسيقى التراثية التقليدية و الموسيقى المستحدثة إضافة إلى موضوع التراث الموسيقي التقليدي الجزائري و البحث العلمي في ميادين العلوم الموسيقية "تحديات و آفاق" للدكتور منصف حسناوي من الجزائر,و ستقدم خلال الطبعة سهرات متنوعة بطبوع غنائية جزائرية حيث يغني عبد الله المناعي ضمن طابع الصحراوي ، زين الدين بوشعالة أغاني العيساوة و يقدم الطابع الشاوي عبد الحميد بلبش، والفنان بوزاحة عبد الحميد في حين سيغني الحفلة الختامية حفيد الحاج محمد الطاهر الفرقاني، عدنان الفرقاني.