تم أمس تسليط الضوء على الألبسة الجزائرية ذات الشهرة الواسعة عند العروس في الماضي و الحاضر وهذا خلال يوم دراسي نظمه مركز التفسير للباس التقليدي و أحتضنه قصر المشور بتلمسان حيث ناقش المتدخلون من المركز ومحافظة التراث الفني و التقليدي بمتحف الجزائر العاصمة ، مراحل استعمال هذا اللباس العريق و المتجذر في مجتمعنا و الذي له أمد بعيد في الزمان و المكان و تطور بشكل متقدم في الألبسة النسائية رغم أنه من الأنماط الشعبي للألبسة الرجالية الذي يتعارض في التصميم مع الشكل الأول الذي ظهر في صنف السترات المبتكرة في اللباس العاصمي قبل نهاية القرن التاسع عشرة فبرز بتفصيل "غيلة الجابدولي" ذات الأكمام الطويلة و بعدها تحولت لما يسمى بالكاراكو المحكم حول الذراع و الخصر و مزود بباسيكة و قد تخلى هذا الزي عن فتحة الصدر المقورة حسب الطراز العثماني الذي يتميز به سلفه . إن الكاراكو الذي شاع لباسه عند الجزائريات و مخصص للحفلات و له تقنيات جمالية تشبه لحد بعيد رداء الفرسان الفرنسيين في صورته و شكله رغم أن أبتكاره عندنا قائم على التطريز الذهبي و الفضي التي تملئ سطحه، فهذا النوع من الزي التقليدي القديم العهد انتشر بحدة نتيجة الحقب التاريخية التي عرف فيها الجزائريون تغيرات عدة في اللباس خاصة في القرن السادس عشرة فترة دخول الأندلسيين للجزائر، و بعدها الأتراك ففي تلمسان أخذ الكاركو شبه المنحرف و تصاحبه التنورة الطويلة المصنوعة من المنسوج الحريري بدلا من سروال الشلقة للمرأة العاصمية و كذا المدور و ختلف الكراكو من عاصمة الزيانيين إلى أولاد سيدي عبد الرحمان و ما جاور الجزائر الوسطى كالبليدة و المدية و بجاية حتى أن ولاية الأغواط لها جزء في هذا اللباس و الذي يدعى عندهم بالشطاطة و هي قطعة قماش قريبة من الخشونة تقارب الحايك في إستعماله و يشدّ بحزام تلبسه العروسة عندما تزف لبيتها وقد تطور الكاراكو مع مرور الوقت إذ أدخلت عليه بعض التعديلات في الخياطة و التصميم و أصبح يصنع بكل أنواع الأقمشة بعد أن كان يعتمد على "القطيفة" و تعميرة المجبود و الفتلة،و أضحى مرصعا بالعقاش بفعل التنويع الخارق للخياطة الجزائرية عموما على مدى القرن العشرين أين انتشر بكافة ربوع الوطن بما فيها المنطقة الوهرانية و شاع إسمه "بالكاراكوا" و تلاشت كنيته الحقيقية "الغليلة.