يعد الكاراكو من الألبسة التقليدية التي تسعي المرأة العاصمية للمحافظة عليها وإدماجها ضمن أزياء العرس وتولي لها أهمية كبيرة حتى تعكس أصالتها ، ويعتبر الكاركو من الألبسة التي تميز العاصميات والذي بقي محافظا على مكانته المتميزة لدي العروس العاصمية ويميزها عن باقي الولايات الداخلية للوطن فلكل منطقة عاداتها الخاصة .والعروس العاصمية مصرة محافظة على الألبسة التقليدية بصفة كبيرة رغم غلاء ثمنها الذي يصل في كثير من الأحيان إلى5 ملايين سنتيم . تقول السيدة ''سليمة.ح'' المختصة في تصميم الألبسة التقليدية العاصمية أن الزي العاصمي المعروف بالكاراكو من الأزياء التي تبرز التراث الجزائري الأصيل وتعكس مقدار الإرث الثقافي الذي تزخر به الجزائر لبعده تاريخي وقيمته الكبيرة وسط العائلات الجزائرية في الأعراس .إذ يصنف هذا الأخير ضمن الألبسة التقليدية التي تعتز بها الجزائر، والتي وجب الحفاظ عليها من شبح الزوال وتوريث صناعاتها للأجيال القادمة رغم صعوبة احترافها لما تتطلبه من إبداع وسعة صبر وجهد كبيرين، حتى نحافظ بذلك على العادات والتقاليد الجزائرية من الاندثار، وأشارت السيدة سليمة في هذا السياق أن القدرات الصناعية التقليدية التي تفتخر بها المرأة الجزائرية وتتباهي بها كل عروس على وجه الخصوص يوم زفافها لا تزال موجودة وتتناقلها الأجيال حفاظا عليها بكل فخر واعتزاز على حدّ قول سليمة رغم التعديلات التي تفضلها شابات اليوم اللواتي يبدين ميلا كبيرا إلى اللباس العصري واللائي يحاولن في كل مرة إضفاء لمسة عصرية قد تفقد اللباس طابعه التقليدي، وأوضحت مصممة الأزياء في هذا الصدد قائلة ''أننا نحاول إدخال لمسة عصرية لمسايرة متطلبات الزبونات لإضفاء الصورة الجمالية من تصاميم جديدة كالمزج بين الخيط الذهبي أو الفضي و''العقاش''هذه التقنية التي لقيت إعجابا وإقبالا من الزبونات لما تحمله من إبداعات جمالية متكاملة ومتجانسة بحيث تجمع بين خيوط الفتلة والمجبود الذهبية والرشق بمختلف أنواع الأحجار البراقة لتعطي صورا جمالية رائعة في فنون الطرز لكن دون المساس بالطابع التقليدي الأصيل لهذا الإرث القديم والثري''. وتضيف السيد سليمة أن الكاراكو يتكون من قطعتين منفصلتين قطعة تمثل ''الكنزة ''لتي تكون مرشومة ومطرزة بخيوط خاصة والقطعة الثانية تتمثل في السروال و بهذا يكتمل زي الكاراكو، وتضيف السيدة سليمة أن الكنزة تصنع من قماش خاص يدعي القطيفة وهو عبارة عن قماش من نوعية مميزة تعطي قوام للكنزة يظهر عليه التطريز بطريقة متميزة وبهية وهذا هو الكاراكو الأصلي، وأوضحت مصممة الأزياء أن هناك عدة طرق للتطريز كلها يدوية فقد يكون التطريز بالمجبود، أو الفتلة، أو الشعرة، أما بالنسبة للخيط المستعمل في طرز الرسم الذي تختاره العروس بعدما تعرض عليها مجموعة من الرسومات يكون الطرز بخيوط ذهبية أو فضية اللون إلا أن الأكثر تقليدا الكاراكو المصنوع من خيوط ذهبية وهناك عدة أنواع من هذه الخيوط وعدة تقنيات للتطريز كالمزج بين المجبود والفتلة أو العقاش أو باستعمال الخيوط الملونة كالسوتاج وهي تقنية جديدة أو خيوط رفيعة مصنوعة من الحرير هذه الطريقة تسمي بالشعرة . ويكون عادة الكاراكو المصنوع بالخيط الذهبي والفضي مرشوش بما يعرف بالنجوم والكنثير يزيد من بريق الكنزة، أما الجزء السفلى يكون مصنوع من سروال الشلقة الذي يكون ضيق على مستوى الخصر وتكون فتحة الشلقة حتي فوق الركبة بقليل أو تكون الكنزة مصحوبة بالسروال المدور الذي يصنع من قماش الحرير بحيث لا يحتوي السروال على تطريز إلا أن اليوم هناك من العرائس من يفضلن التنورة الطويلة التي تكون مصنوعة من قماش الحرير، وأضافت السيدة سليمة من بين عادات العاصميين تغطية الرأس بمنديل مطرز يعرف باسم محرمة الفتول وهي عبارة عن خمار حريري ينتهي بخيوط تتدلي (الفتول) مظفورة تكون من نفس اللون وطرز الكنزة وغالبا ما يكون الكاراكو في تصنيف التصديرة الجزائرية قبل الثوب الأبيض الذي يختم به العرس بحيث تلبس العروس الكاراكو بكعب عالي وهي مزينة بالمجوهرات التي تتماشي وإياه كخيط الجوهر وخيط الروح والسخاب العجنة وتكون مشية العروس بتأني وتبختر حتي تزيد من قيمة ما تلبسه