المقرئ إلياس شُهرة صاحب فارس القرآن للطبعة الثانية لعام 2009 من الأشخاص الذين تشعر بالخشوع وأنت تستمع إلى ترتيلهم لآيات القرآن الكريم ، وهو من مواليد 1989 بالشلف ،حاليا هو أستاذ متعاقد بثانوية شريف صباحي بالعاصمة ، درس " إلياس شهرة " عند نخبة من الشيوخ على غرار الشيخ " رمضان حراث " من تنس، بالإضافة إلى أساتذة بجامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة، كان يزاول دراسته آنذاك في مجال الشريعة تخصص لغة ودراسات قرآنية ..هذه المؤهلات دفعت بالشاب اليافع إلى الإبحار في علوم القرآن والتحكم أكثر في فنيات قراءته، فصار حافظا لكتاب الله وملما بأحكام قراءته وتجويده، وهو ما فتح له الباب واسعا وفي وقت مبكر أن يؤم الناس في الصلاة، رغم أن سنه عند فوزه بالجائزة كان لا يتجاوز ال 20 عاما إلا أن ذلك لم يكن عائقا أمامه في أن يؤم الناس في الصلوات الخمس، وكذا صلاة التراويح بمساجد الولاية وأهمها 'المسجد العتيق' بعاصمة الولاية. و على هامش احتفالية أدبية بمدينة الشلف مؤخرا ، كان لنا معه هذا الحوار القصير . شاركت في طبعة الثانية لسنة 2009 م لفارس القرآن و كنت الفائز الأول فهل هذه المنافسة جعلت الناس تهتم بكتاب الله و بترتيله و تجويده بأحكامه ؟ الحقيقة ... انطلقت المسابقة سنة 2008م في طبعتها الأولى وكانت تهتم بجانبين وهما الصوت و أحكام التلاوة والتجويد، وهذه المنافسة جعلت الناس تهتم كثيرا بالقرآن الكريم حيث دفعت بالكثير لفتح مدارس من خلال نشر كلام الله و أنا شخصيا أخذتها كوسيلة و هدف نبيل للحصلول على المرتبة الأولى على المستوى الوطني . من ساهم في غرس حب تلاوة كتاب الله و تجويده في قلب إلياس و جعل صوته يؤثر في الآخرين ؟ ساعدني الجو العائلي كثيرا خاصة كل أفراد الأسرة على حفظ كتاب الله وتجويده بل وقراءته بأحكامه المعروفة، حيث بعدما أتممت حفظ كتاب الله على يد والدي الذي ساهم بشكل كبير في تربيتي على كتاب الله وتجويده، وهو الذي كان يقوم بتعليم أبناء القرية الواقعة في مرتفعات بني راشد شرق عاصمة الولاية بالشلف، أين تخرج على يده مئات الشباب الحافظ لكتاب الله، ومنهم من صاروا أئمة وآخرون شقوا طريقهم في نهج العلم والدعوة إلى الله، اتخذت لنفسي منهاجا لتعلم أحكام القرآن، إذ اعتمدت في ذلك على مجهودي الخاص من خلال تتبع ودراسة هذه الأحكام لبعض المشايخ وكذا عن طريق بعض القنوات الدينية المهتمة بتعليم القرآن، إلى أن تم لي ذلك ومكنني من التحكم في ناصية هذا العلم الذي قليل جدا من يستطيع أن يسبر أغواره وينتزع صدفاته. كيف كان شعورك لحظة الفوز بلقب فارس القرآن سنة 2009 ، و لمن أهديته آنذاك و أنت في غمرة الفرح بالنجاح ؟ أهدينه بالدرجة الأولى إلى الوالدين الكريمين ، وإلى ولي أمرنا الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وإلى معد البرنامج وصاحب الفكرة العظيمة سليمان بخليلي وأعضاء لجنة التحكيم وإلى زاوية الشيخ عبد الهادي بالشعابنية ببلدية توقريت الشلف. من هم المشائخ الذين تأثرت بهم في التجويد والتلاوة ؟ تأثرت كثيرا بكل من الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، المنشاوي، الحصري ومصطفى إسماعيل. ما هو هدفك المستقبلي ؟ فتحت لي هذه المسابقة الباب واسعا للتوسع في معرفة كتاب الله، من خلال تحصيل القراءات العشر على يد كبار مشايخ تدريس كتاب الله وتعليم أحكامه و تمنيت ذلك أن يكون في الشقيقة سوريا و لكن بسبب ما حدث عندهم أجلت الأمنية وأنا أتمني بناء زاوية لتحفيظ القرآن الكريم وتعليم أحكامه وقراءته في أي منطقة من الوطن.. سيرا على نهج والدي الذي يواصل مسيرته في تخريج مئات الطلبة الحافظين لكتاب الله والسائرين على نوره .