صور عديدة و طرق متنوعة يتفنن اصحابها في عمليات تسويق بضاعتهم المربحة خاصة و انه تفصلنا أيام فقط عن موعد عيد الاضحى، حيث تتسارع عقارب الساعة داخل البيوت لاقتناء كبش العيد... مهما ارتفع او رخص ثمنه لاعتبارات كثيرة منها الدينية لتجسيد الأضحية وآخرون مجبرون تحت طائلة إلحاح الصغار على عملية الشراء لكن وككل موسم يكثر الحديث عن الأسعار وعن نقاط البيع وعن «الساحات » التي تعرض فيها الكباش خاصة كباش الهضاب و الصحاري و التي تغذى من الحشائش و من الطبيعة و يكون لحمها متميزا لكن ماهي اساليب الغش في العلوش؟ وكيف يمكن للمواطن العادي ان يكتشفها دون الحاجة الى الالتجاء الى فلاّح او موال او الى أي شخص ذي خبرة لاقتناء كبش صالح للأكل والأضحية وكذلك للثمن الذي دفع فيه؟. أغلب المتجولين عبر اسواق الماشية حيث يتم عرض الكباش بأنواعها الغربي والعربي والشركي والبركوس، يرون ان عملية الشراء ذاتها تشبه المغامرة إلا انها مغامرة من نوع خاص تتطلب خبرة محددة ومنحصرة في معلومات مفيدة لتجنب الغش الذي يحصل عادة خلال هذه الفترة حيث ذروة النشاط التجاري لبيع وشراء الكباش. الماء لزياد الوزن من بين الاساليب المعتمدة اليوم في الغش لبيع الكبش على غير صفاته الحقيقية حسب ما أورده لنا عمي سالم موال من النعامة و احد المربين الذين خيّروا بيع بضاعتهم بأسعار غالية لكنها مطابقة للمواصفات التي تساوي الثمن هو بيع الكبش بالماء وهي من أكثر الطرق المعمول بها اليوم لإضافات كيلوغرامات عديدة للكبش وبالتالي زيادة وزنه دون زيادة اللحم الذي يحتويه وذلك باعتماد خلط العلف بالملح وبذلك يجبرون الكباش على شرب كميات كبيرة جدا من الماء تزيد في وزنه وحجمه حين يكون معروضا للبيع دون اعتبار عملية تسمين الكبش من خلال عملية تجويعه ومن ثم اجباره على أكل الخبز اليابس المنتفخ بالماء بغية امتلاء بطنه وهي الطريقة المعتمدة لزيادة الوزن و للتحكم في تكلفة العلف يلجؤون الى إطعام القطيع من هذا النزع من الخبز الصابح وهو الذي يجعل من اللحم المستخلص من العلوش خاليا من النكهة. اضافة الى عدم جزّ الصوف طيلة العام حتى يصبح الصوف ملتويا وبالتالي يزيد في وزن العلوش. بعض المرّبين يعمدون ايضا الى تغذية قطيعهم بغذاء الدجاج الذي يحتوي على الهرمونات المخصصة للتسمين وهذه النوعية من الهرمونات تزيد في حجم الخروف فيبدو للشاري انه كبير الحجم ويحتوي على اللحم والحال انه مسمّن ليس إلا. لكن كيف يتجنب المواطن العادي الغش في الكبش سواء كانت عملية شرائه من الاسواق المعروفة او الساحات الموسمية بحسب ما أكده لنا بعض المختصّين في هذا المجال من المربين . إذا كانت عملية الشراء ستتم من خلال الميزان أي اقتناء الكبش بعد وزنه. فيجب حينها على الشاري التأكد جيّدا أن الكبش ليس ممتلأ بالماء. وذلك من خلال معاينة بطنه و مسكها بكلتا اليدين ومن ثم تحريكها لسماع إن كانت تصدر أصواتا فإذا ما استمع الشاري الى صوت تحرك المياه داخل جوف وبطن الكبش فعليه الانتباه وعدم القيام بعملية الشراء، لأنه سيكون اقتنى كليوغرامات اضافية ودفع ثمنها وهي في حقيقة الأمر مجرد مياه يقع اجبار العلوش على شربها فقط. اما الحاج بوتخيل من المشرية فانه يدعو الى فحص الكبش لمعرفة ما إذا كان سعره المعروض به للبيع يوازي فعلا ميزانه وذلك من خلال جسّ العلوش على مستوى الظهر وتحديدا على مستوى المخروقة (بين الحوض والظلع الأخير من العمود الفقري) حيث يمكن فعلا معرفة إذا كان الكبش هزيلا أم لا من خلال عملية اللمس، فاذا ما وجد العظام فقط فإن الخروف هزيل أمّا إذا تم جسّ العضلات محيطة بالعظام فذاك يعني أن الخروف جيّد. وبالنسبة للحاج قادة من واد رهيو فان الاهم في كل ذلك هو التاكد من من المصدر فبعض المربين مثلا يعمدون الى اجبار الماشية على الأكل من اماكن رمي القمامة و الفضلات و شرب المياه الراكدة و الملوثة ممّا ينجر عنها أمراض خفية وأخرى ظاهرة على الجسم الخارجي للخروف. لذا وجب على الشاري فحص كبشه جيّدا للبحث عن أي جسم غريب مثلا حبوب حول الأنف أو خلف الأذنين أو حتى تحت الصوف و تعد عملية الفحص الخارجي للخروف مهمّة جدّا خاصة و احذروا سيلان أنفه أو علامات الإسهال و صح عيدكم مسبقا .