يحمل سكان دوار التيارتية بالحاسي الذي يعتبر أكبر تجمع فوضوي بالمدينة حسب مصادر مسؤولة من القطاع الحضري بوعمامة و الذي يضم ما يعادل 8 آلاف بيت قصديري حسب إحصاء أجري سنة 2013 آمالا كبيرة في أن تمسهم عملية الترحيل رغم أن الأغلبية كانوا قد قدموا طلبات الاستفادة من قانون 15-08 والذي يخص تسوية وضعية كل ساكن ضمن المساحة التي يشغلها وامتلاكها بصفة قانونية وقد بدأ السكان في تقديم ملفات طلب الاستفادة من القانون المذكور على مستوى القطاع منذ سنوات، و بالمقابل استفاد البعض من توصيل شبكات الماء و الغاز الطبيعي مع العلم أن عددا كبيرا جدا من المنازل أعاد سكانها تشييدها و حولت من أكواخ إلى فيلات و سكنات لائقة في حين تبقى بيوت أخرى بالقصدير و الطوب مشيدة على أعالي الجبال و في الوديان مع العلم أن أغلب سكان دوار التيارتية نازحون من ولايات مجاورة منذ العشرية السوداء، و لا يزال النزوح نحوه متواصلا إلى اليوم من داخل و خارج ولاية وهران بسبب أزمة السكن و العوامل الطاردة ما جعل الحي يتوسع أكثر و اكثر حتى أصبح أمر ترحيله مستبعدا و جاء اجراء تسوية الوضعية القانونية للأراضي الفوضوية كحل وحيد للتخلص من العشوائيات ، و رغم كل ذلك يترقب جميع قاطني الحي وصول لجنة الإحصاء لتسجيلهم ضمن قوائم المستفيدين بالسكن الاجتماعي في حين انه وحسب مصادر مطلعة لم يرد في حق هذا الحي أي قرار هدم أو ترحيل لسكانه حتى الآن. و في هذا الصدد يجدر الإشارة أن السلطات الولائية كانت قد وجهت إنذارات للمواطنين الذين قاموا بانجازأكواخ مستغلين مساحات من الغابات و الأراضي بطريقة غير شرعية بمتابعات قضائية للحد من مثل هذه الاعتداءات و معاقبة كل من استغل الوضع للتحايل على الدولة بهدف الظفر بالسكن. كوشة الجير .. الحي القصديري العتيق ينتظر الفرج
ومن جهتهم ينتظر أيضا سكان حي كوشة الجير العتيق الذي يعتبر من أقدم الأحياء القصديرية بالمدينة و أكبرها من حيث عدد العائلات بعد دوار التيارتية فرصة الترحيل هذه المرة بعدما استسلموا لليأس حينما لم توف السلطات بالوعود الكثيرة التي تلقاها قاطنو الحي منذ سنوات و ظل سكانها طيلة عقود من الزمن يشغلون سكنات فوضوية في حي أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه غير لائق بسبب الوضعية الكارثية التي تميزه و من أخطر ما فيه تراكم الأوساخ التي نجم عنها أمراض الربو و الحساسية التي يعاني منها أغلب السكان و خاصة الأطفال، فضلا على جملة من النقائص الخدماتية و المسالك الوعرة التي تجعل الدخول أو الخروج من الحي مهمة شاقة و رغم ذلك لا يزال الحي مقصد الكثيرين للإقامة فيه إما هروبا من السكن مع الأهل أو هروبا من تكاليف الإيجار الأمر الذي رفع من عدد السكان فيه و ربما ألغى استحقاق السكان القدامى الذين دخلوا الحي مباشرة بعد أن أخلاه السكان المغاربة في سنوات السبعينات و شغلوا بيوتا قصديرية لا تزال عموما كما هي إلى اليوم و تنامت حولها مساكن أخرى مثل الفطريات لترسم مشهد لوحة مسيئة لمحيط مدينة وهران مثلها مثل باقي الأحياء العشوائية التي تحاول سلطات الولاية إزالتها من خارطة عاصمة الغرب.