قمة الارض التي عقدت في ريو دي جانيرو بالبرازيلفي جويلية 1992تمثل نقلة نوعية في العلاقات الدولية فيما يخص المحافظة على البيئة وحمايتها من التلوث لضمان كوكب صحي للاجيال الحاضرة والقادمة فقد حضرتها 172دولة وحوالى 2400ممثل عن المنظمات غير الحكومية ولذلك تعتبر اهم مؤتمر دولي نظم الى ذلك الوقت و تناولت تلك القمة مختلف الجوانب التي تهم البيئة والانسان كالفقر والاستهلاك المفرد والمضر بالبيئة وانماط الانتاج والملوثات السامة كالرصاص المستخدم في البنزين والنفايات المختلفة والوقود الاحفوري من نفط وغاز وفحم حجري المرتبط بالتغيرات المناخية والتفكير في استعمال مصادر بديلة للطاقة للاستعاضة عنه وكذلك الاعتماد على وسائل النقل العمومي للتقليل من انبعاث الغازات الضارة والضجيج وملوثات الهواءومشكلة ندرة المياه والجفاف الخ وكانت لقمة الارض بريو دي جانيرو البرازيلية تأثيرات كبيرة على المؤتمرات التي أتت بعدها والتي بحثت العلاقة بين البيئة وحقوق الانسان والتنمية الاجتماعية وقضية المرأة فالمؤتمر العالمي لحقوق الانسان الذي نظم في فيينا عاصمة النمسا سنة 1993م أكد حق الشعوب في بيئة سليمة وحقها في التنمية ودعا الى شراكة بين الدول الصناعية والدول النامية ودعم التنمية الاقتصادية والتي سبق لمؤتمر ستوكهولم بالسويد سنة 1972 مناقشتها وتم خلاله إنشاء منظمة الاممالمتحدة للبيئة (يونيب) وقد سمحت قمة الارض بالبرازيل فتح الباب امام الدول للتوقيع على اتفاقيتين ملزمتين للعمل على منع تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة ومنع القضاء على تنوع الانواع البيولوجية من نبات وحيوان ومكافحة الفقر وحماية الغلاف الجوي للارض والبحار والمحيطات وازالة الغابات والح على مشاركة المراة في التنمية المستدامة واذا نظرنا الى النتائج المحققة على مستوى العالم منذ قمة الارض بالبرازيل الى قمة المناخ بفرنسا في 2015 فإنها ما تزال دون المستوى المطلوب ولا تلبي كل آمال وطموحات شعوب العالم الراغبة في الحياة وسط بيئة نظيفة وكل الاجراءات المتخذة تعد قليلة ومجرد مسكنات مثل فرض ضريبة على النفط والغاز وعدم استعمال مواد في اجهزة التبريد من ثلاجات ومكيفات هوائية وتجريب استخدام سيارات تعمل بالكهرباء واستغلال الطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية وتأسيس صندوق أخضر للمناخ به حوالي 9ملايير دولار لمساعدة الدول الضعيفة ماليا لحماية البيئة تموله الدول الغنية وكل ذلك لا يكفي في ظل الحروب والاضطرابات واستعمال اسلحة محرمة كالاسلحة الكيماوية واليورانيوم المنضب كما حدث في العراق و وزيادة انشاء المحطات النووية لتوليد الكهرباء وما تمثله من خطر على البيئة والبشر كما حدث في محطة فوكوشيما باليابان 2011التي ضربها الزلزال ومحطة تشربونيل في الاتحاد السوفياتي سابقا التي احدث كارثة كبيرة وتواصل قطع الغابات ففي الامازون وحدها قطع منها ما يقارب نصف مليون كم مربع او ما يعادل مساحة فرنسا كما أننا في حاجة الى توحيد القوانين الهادفة لحماية البيئة والتقليل من ظاهرة الاحتباس الحراري لاننا في سفينة واحدة اذا غرقت نهلك جميعا لان الشركات الكبرى بدأت تنقل نشاطها الملوث و المضر بالبيئة الى الدول الفقيرة لتفلت من الرقابة والعقوبات ومنها دفن النفايات النووية