أكد يوم السبت وزير الثقافة عز الدين ميهوبي بالجزائر العاصمة على أهمية التوجه نحو الاستثمار في المجال الثقافي و الذي بات يشكل "رهانا حتميا للمستقبل" و ضرورة لا بد منها لتنويع مداخيل الاقتصاد الوطني. و أوضح السيد ميهوبي خلال إشرافه على إفتتاح اليوم الدراسي لفائدة الشباب المبدعين في مختلف المجالات الثقافية و الراغبين في إنشاء مؤسسات مصغرة أن الدولة تقدم العديد من الحوافز و التسهيلات اللازمة للراغبين في الاستثمار في المجال الثقافي. و يمكن للشباب الطموح و الذي له دراسة واضحة و جادة لمشروع استثماري في القطاع أن "يستفيد من عدة مزايا ضريبية و جمركية تسهم في نجاح فكرته و تحقيقها في الواقع", أضاف الوزير . وقال أن تقديم المساعدة و التوضيحات اللازمة لهؤلاء سواء من الجانب القانوني أو الإداري لن تدفع هؤلاء الشباب لانطلاقة نحو "مغامرة" مجهولة المصير و إنما نحو مستقبل واعد لتحقيق حلمهم. و وجه السيد ميهوبي في نفس السياق دعوة لرجال الأعمال و المستثمرين الخواص من أجل خوض غمار تجربة الاستثمار في القطاع و التي يمكن أن تشمل عدة مجالات كالصناعة السينمائية و الطباعة الرقمية و المسارح و الكتاب و غيرها و التي يمكن ان تشكل رافدا إضافيا للاقتصاد الوطني الى جانب القطاعات الأخرى كالسياحة و التجارة و الفلاحة و غيرها. و قال الوزير أنه يمكن لهذه المشاريع الاستثمارية أن تعيد للجزائر مكانتها الثقافية على كل الأصعدة خصوصا ب"وجود إرادة حقيقية لدى الدولة لمرافقتها من أجل ضمان نجاحها و تطورها". كما سيؤدي استحداث هذه المؤسسات إلى خلق روح تنافسية تؤدي بالضرورة إلى النوعية المطلوبة لإنشاء بيئة ثقافية تسهم في تطور المجتمع . بدوره كشف السيد عثماني نور الدين المكلف بملف الاستثمار الثقافي لدى وزارة الثقافة عن تقرب العديد من رجال الأعمال مؤخرا باقتراحات لإنشاء مشاريع تشمل خاصة الاستثمار في الجانب السينمائي. و تطرق خلال كلمته إلى العديد من النصوص التشريعية التي من شانها تسهيل الاستثمار في المجال لاسيما ما تعلق بالإعفاءات الجمركية و التسهيلات الضريبية. من جهته قال السيد مباركي عبد الغني المدير العام لترقية المؤسسات الصغيرة و المتوسطة لدى وزارة الصناعة و المناجم أن الدولة وضعت عدة أجهزة كالوكالة الوطنية لدعم المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و وكالة دعم تشغيل الشباب و غيرها لمساعدة الشباب للاستثمار في عدة مجالات. و يبقى القطاع الثقافي واحدا من هذه المجالات --حسبه-- إذ يوفر عدة فرص يمكن إستغلالها و تطويرها من قبل المستثمرين الشباب مؤكدا أن مبادرة مديرية الصناعة و المناجم و مديرية النشاطات الثقافية لولاية الجزائر من خلال تنظيم هذا اليوم الدراسي سيتم تعميمها عبر كافة المديريات الولائية بالوطن لتحسيس الشباب و المستثمرين الخواص بالفرص المتاحة لهم في المجال.