تعد قرية المنانعة التابعة إداريا لبلدية المقرن بولاية الوادي نموذجا حيا للمعاناة وسوء التخطيط في انجاز مختلف البرامج التي استفادت بها القرية والتي لا يتعدى عددها عدد أصابع اليد الواحدة وهي وضعية زادت من معاناة سكان القرية المقدر عددهم بنحو ثلاثة آلاف نسمة . تبعد قرية المنانعة عن مقر البلدية بمسافة 3 كلم عبر طريق رديئة ومكسرة في أغلب أجزائها و هي المسافة التي اعتاد السكان قطعها سيرا على أقدامهم لانعدام النقل كلية. وذكر سكان القرية أنهم طالما راسلوا الجهات المهنية بمعاناتهم بسبب انعدام الطرق إلا أن المشكل ظل مطروحا الى غاية اليوم . يتجلى التخطيط غير المدروس بوضوح من خلال انجاز المدرسة الوحيدة بعيدا عن منازل السكان حيث يضطر الأطفال الصغار الى قطع مسافة تقارب الكيلومتر للوصول الى مقاعد الدراسة الى جانب اجتيازهم للطريق أربع مرات يوميا وهو ما يشكل خطرا عليهم و إضافة الى هذا و بمحاذاة هذه المدرسة التي تفتقر حتى الى ادارة منذ انجازها سنة 1978 فقد تم انجاز قاعة للعلاج و التي يتطلب الوصول اليها بذل كثير من الجهد و قطع الطريق وما قد يصاحب ذلك من مخاطر على النساء خصوصا الحوامل والاطفال الصغار . أما تلاميذ قرية المنانعة المتمدرسين بالطريق المتوسط فيضطرون للتنقل الى مقر البلدية لانعدام متوسطة بالقرية وهو مطلب طالما رفعه السكان و طالبوا به و اضربوا العام الماضي عن الدراسة لا جل تحقيقه . وقد أشار عدد من الاولياء أنهم تلقوا حينها وعودا بفتح متوسطة الموسم الجاري الا أن تلك الوعود ذهبت في مهب الرياح . ويعتمد غالبية سكان قرية المنانعة على الفلاحة كمصدر لرزق عائلاتهم وتشتهر القرية بانتاج التبغ، الطماطم، التمر والبطاطا و قد عرفت القرية قفزة كبيرة في هذا المجال . ويذكر عدد من فلاحي القرية أن المشكل الوحيد الذي يعانونه يتمثل في عدم مدهم بالكهرباء وهي وضعية اضطرتهم لجلبها بواسطة كوابل تمتد فوق الارض لتصل احيانا الكيلومترين. وقد حال مشكل الكهرباء دون توسيع هؤلاء الفلاحين نشاطهم الى جانب عدم تنويع منتوجهم باعتبار أن الارض بالجهة تصلح لانتاج العديد من المزروعات و الخضروات الاخرى . و قد أبدى العديد من فلاحي المنانعة تأسفهم الشديد لتحويل مشروع انجاز شبكة الى منطقة قفار لا يمارس أصحابها النشاط الفلاحي في وقت استثني فيه الفلاحون الحقيقيون من هذه الاستفادة . الأمل في القضاء على البناء الهش تواجه عشرات العائلات بقرية المنانعة خطر الموت الذي يتهددها بفعل الوضعية الكارثية لمساكنهم التي تقطنها والتي باتت قاب قوسين أو أدنى من سقوطها في أية لحظة . ويضطر السكان حال سقوط الامطار الى الاستنجاد بمادة البلاستيك لتغطية أسطح المنازل كيلا تتحول الى برك من المياه. ويعلق سكان القرية آمالا كبيرة على برنامج السكن الهش للاستفادة في هذا الاطار سواء بانجاز مساكن جديدة من الاسمنت بدلا من الجبس و الحجارة أو من خلال استفادتهم من عملية تجديد نصف السكن. ويرى سكان القرية أن هذا البرنامج طال انتظاره ويطالبون بضرورة عملية تسريعه و التعجيل به. تعرف مقبرة القرية اهمالا كبيرا فهي تفتقر الى سور الامر الذي جعلها معبرا للمارة و للعربات التي تجرها البغال والحمير كما أن بعض الشباب حولوا جزء منها الى ملعب لممارسة كرة القدم و تنظيم دورات خلال فصل الصيف. من جهته بات المسجد الوحيد بالقرية في حاجة ماسة الى اعادة بنائه من جديد بالنظر للوضعية التي بات عليها بسبب قدم انجازه و عدم استفادته من عمليات ترميم و تهيئة الى جانب كونه انجز بمواد بناء محلية كالجبس و الحجارة و هي مواد لا يمكنها الصمود كثيرا أمام العوامل الطبيعية خصوصا الامطار . وعلى الرغم من المعاناة التي يكابدها سكان قرية المنانعة إلا أنهم يصرون على التمسك بالأرض وخدمتها ولكنهم في المقابل يطالبون السلطات بإلتفاتة لقريتهم لعلها تعيد الأمل لهم وتشعرهم بوجودهم لمواصلة مسيرتهم.