الكسرة ، الزَّمَّار والبارود عادات متوارثة لدى سكان المنطقة أقامت زاوية " كنتة " التي تسمى بتوات الوسطى كونها تتوسط إقليم توات و نسبة لمؤسسها محمد سيد المختار الكنتي أمس و على غرار تيميمون حفل " السبوع " بمناسبة مرور أسبوع على مولد خير الأنام محمد صلى الله عليه وسلم ، حيث شهد اليوم الأول من السبوع "دخول الضيافين" الذين يتم استقبالهم من مختلف القصور وحتى الولايات الأخرى ، كما تم تقديم درس عن خصال الرسول ، و سيرته من قبل الشيخ مولاي عبد الله القادم من قصر " سالي " ، لتجتمع بعد صلاة العشاء الفرق البارودية من قصر بوعلي ، أزوى تيوريرين ، مكيد ومن زاوية " كنتة " ، حيث تقوم هذه الأخيرة بالرقص والغناء و إطلاق البارود ، وفي الوقت الذي نام فيه الضيوف و المدعوون فضل البعض السهر مع الطبل والموسيقى ، في حين قضت النسوة ليلتهن مع تحضير "الكسور" والكسرة أو خبز " الملّة " ، وهي أكلة تقليدية من عجين القمح تطهى في التراب على صفيحة حجرية تسمى المَلّة أو الردفة أو الصْفِيّة ، ومرقها يشبه مرق الكسكس المعروف محليا ب "الطْعام " لكن أكثر دسما وأكثر خضارا تقدم الأكلة ساخنة باكرا مع فطور الصباح وتستمر إلى الضحى . " تلباس العلام " وسط الزغاريد و الهتافات مع فجر اليوم الثاني وهو اليوم السابع من "المولود" تجتمع كل الفرق التي ذكرناها مع فرق أخرى من قصور تبركانت، تاخفيفت، ادمر، أزوى وزاجلو متجهين نحو المسجد العتيق بزاوية " كنتة " ليقوموا بتقليد " تلباس العلام" ، إذ يخرجون علما من سطح المسجد بزمار بوعلي ، فقط فهو الأقدم والأقدر والأجود في المنطقة ، وقد وصل صيته لكل ربوع الوطن بل حتى خارج الوطن ، وقد رثته فرقة " تيوريرين " ، ولا يخرج هذا العلم إلا بحضور فرقة " زاجلو" ، هكذا جرت العادة ، وهكذا يمرون ب"العلام " من المسجد إلى حي أحراش بالزمار وسط الزغاريد والهتافات قائلين " الصلاة والسلام ، الشفاعة يا رسول الله ، ويسلكون شارع " زقاق العادة " ، مع العلم أن كل فرقة لها علم خاص بها ، وهو راية قطنية أو حريرية مزركشة بالألوان وبآيات قرآنية تعلوها قبة نحاسية عليها هلال ذهبي اللون ، حيث يقول الباحث والكاتب في تاريخ المنطقة " مولاي عبد الله سماعيلي" إنه يجهل تاريخ استقدامها أو أصلها وفي الأغلب هي ترمز للزوايا والطرق الصوفية . عند وصول الفرق ل " أحرّاش " ترقص كل فرقة على حدا بالترتيب ، مع قَرص واحد لكل فرقة ، منتقلين فوق حدبة مرتفعة في القصر مشكلين دائرة كبيرة تضمهم جميعا لتقديم رقصة "فَرّْزَانة " الفلكلورية ، بعدها تتفرق الفرق وكل قصر مشارك يشكل حلقة دائرية لوحده ما يسمونهم ب "الزّْفافنية" ، ليتم في الأخير إطلاق البارود بالتسلسل ، بعدها مباشرة ينزلون ل " حفرة الشمس" المنحدرة وهي كثيرة الانخفاض وشديدة الحرارة ، وبها ترقص الفرق وتطلق 3 طلقات متتالية من البارود ، ليقدموا بعدها أغنية الوداع أو الفراق متمنين تجديد اللقاء في العام المقبل وفي نفس المكان والزمان .