كشف مدير المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان سليمان حاشي عن إدراج منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، الزيارة السنوية "سبوع المولد النبوي" بالقرارة بأدرار، ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي الإنساني غير المادي. وقال حاشي، أمس، بالمركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ بالعاصمة، أن المركز بذل جهوده لإدراج هذا التراث من خلال جمع ملفات وتصوير أفلام حول العادات والتقاليد المرسخة في أدرار للاحتفال بالمولد النبوي الشريف. وأضاف :"نحن نسعى لحفظ التراث الصحراوي الثري في قوائم اليونسكو سعيا منا للتعريف بكنوزنا وتشجيعا للسياحة في الجزائر وهذا الانجاز الجديد قدمناه بعد الأهليل بالقرارة وملف الركب سيدي الشيخ من منطقة البيض وملف للباس النسوي لولاية تلمسان ونواحيها وملف الإمزاد قدمناه باسم الجزائر والمالي والنيجر وملف السبيبة. وأكد مدير مركز عصور ما قبل التاريخ أن إحياء المولد النبوي الشريف بالقرارة يحمل قيما إنسانية عظيمة أهمها التسامح واستقبال قوافل كبيرة من مختلف الولايات وخارج الوطن. وقال حاشي أن القرارة لها طقوسها الخاصة في الاحتفال تجعلها متميزة عن باقي المناطق حيث تشهد زاوية كنتة ولاية أدرار يوم المولد النبي صلى الله عليه وسلم احتفالات كبيرة بقصري بوعلي واغرماملال وانزجمير وقراءة متون المديح النبوي وقصائد البردة والبغدادي تتواصل حتى أسبوع المولد المعروف ب" السبوع" من خلال أنشطة فلكلورية هامة وزيارات تجمع سحر التصوف في أصوله الصافية صفاء نغمات"زمار بوعلي"والبارود. وعشية أسبوع المولد النبوي الشريف وهو اليوم السادس من "المولود" تشهد زاوية كنتة"استقبال الزوار "دخول الضيافين" وهو تقليد للترحيب مسترسل في التاريخ ثم تجمع صلاة المغرب في ساحة "حفرة الشمس" التي لا يتسع فيها المكان رغم شساعتها للمصلين الوافدين من مختلف مناطق الوطن لأداء صلاة المغرب ثم إلقاء الحديث وختم السلكة والفاتحة لتنتشر الجموع نحو البيوت للعشاء. فأين توجهت وإلى أي بيت دخلت سواء تعرف أهله أم لا فهو مرحب بك تتبعه حضور فرق البارود لقصور بوعلي وتيوريرين وفي ليلة "السبوع" تشهد الساحة الكبرى المسماة بالعادة بقصر الزاوية أنشطة فلكلورية متنوعة للبارود يكون فيها نغمة رقصة. تستمر هذه المظاهر حتى منتصف النهار"يوم السبوع" بعض الزوار يتوجهون لتناول وجبة الغذاء والمكون من الطعام الكسكس باللحم والشاي المجمر. حيث انه أي بيت تدخله يستقبلون الضيوف لا يميزون بين من يعرفون ومن يجهلون الكل سواء.