شهدت قاعة "الميدياتاك" بوهران أمس أجواء رائعة، صنعتها فعاليات الطبعة ال 11 لمهرجان يناير، المنظم من قبل جمعية نوميديا، احتفالا بحلول السنة الأمازيغية الجديدة 2966 ، حيث كان الموعد أمس مع طبق الكسكس للجميع، وهو ما جعل هذا الفضاء يتحول إلى قبلة لمحبي العادات و التقاليد، وأيضا للأوفياء لهذه التظاهرة الثقافية، التي أصبحت من التقاليد السنوية بوهران، الاحتفالية هذه تمت وفق العادات و التقاليد المتعارف عليها ، و التي تحرص الجمعية على التقيد بها كلما حلت هذه المناسبة ، حيث تم إحضار طبق الكسكس الأصيل و اللذيذ، الذي تناولته حشود كبيرة من الزوار، من بيت عائلة عراب سعيد الكائن بحي مرافال ، وقد سهرت على إعداده و تحضيره السيدة مكيوسة المعروفة ب "نا مكيوسة" ، من أجل إطعام أعداد هائلة من الزوار و المشاركين في مهرجان يناير بوهران، من خلال مأدبة غداء كبيرة ، و قد دأبت هذه السيدة ، المتمسكة بأصالتها و عاداتها إلى أبعد الحدود ، على هذا التقليد الجميل المتمثل في إعداد كسكس يناير منذ 2005 ، وفق العادات و التقاليد المتجذرة بمنطقة القبائل ، إذ حرصت على نقل صورها ومشاهدها إلى قلب مدينة وهران ، و هو ما جعل الأجواء تتحول إلى عرس ثقافي وأمازيغي بامتياز ، لاسيما و أن معظم المشاركين و حتى الزوار حرصوا على ارتداء اللباس التقليدي القبائلي الجميل ، في محاولة لتكريس هذ الثقافة بكل أبعاده ، و ترسيخ جماليات و صور التراث ، و الحرص على التشبث بأصالتنا و عاداتنا و تقاليدنا. من جهة أخرى تميز اليوم الثاني من مهرجان يناير، الذي انطلقت فعالياته أمس الأول بقاعة الميدياتاك بوهران ، بتنظيم خرجة إلى قصر الباي ، من أجل تعريف المشاركين في هذه التظاهرة ، بتاريخ هذا المعلم التاريخي ، الذي يعد من رموز ذاكرة وهران ، كما تواصلت فعاليات معرض الحرف والصناعات التقليدية ، الذي نظم بالمناسبة ، بمشاركة حرفيين من ولايات مختلفة من أنحاء الوطن ، لا سيما من تيزي وزو و بجاية و البويرة و الجزائر العاصمة و المسيلة و غرداية و البليدة و بومرداس و سطيف و ورقلة و مستغانم و كذا وهران ، الذين عرضوا أعمالهم و منتجاتهم ، المتمثلة في أواني تقليدية و أخرى للتزيين ، و الحلي المصنوعة من الفضة ، و ألبسة و مفروشات تقليدية ، و مواد استهلاكية ، على غرار زيت الزيتون و العسل ، في حين خصصت بعض الأجنحة لعرض إصدارات باللغة الأمازيغية .