شهد اليوم الثاني من مهرجان السنة الأمازيغية 2965 التي تحتضنه قاعة " الميدياتيك " بوهران على مدار ثلاثة أيام العديد من الأنشطة الثقافية والفنية الهامة،حيث كان " كسكس يناير"أهم ما ميز الاحتفال، وهو طبق تقليدي ضارب في تاريخ الأمازيغ،يتم تقديمه في جل المناسبات الدينية والوطنية وكذا الأفراح العائلية والأعراس،فرغم تنوع المعارض التقليدية واختلافها إلا أن عملية تحضير هذا الطبق كانت من أهم العمليات التي لفتت انتباه الزوار بالقاعة الذين راحوا يصورونها بالكاميرات و ينقلونها على أجهزة الهاتف ، الأمر الذي دفعنا إلى الاقتراب من إحدى المشاركات وهي سيدة في مقتبل العمر جاءت من مدينة " تيزي وزو"خصيصا لتشارك في احتفالات يناير بعاصمة الغرب الجزائري وتقاسم أبناء المنطقة فرحتهم بهذه المناسبة بأطباقها التقليدية وأكلاتها الشعبية،حيث قالت أن " كسكس الأمازيغ " له نكهة خاصة تميزه عن غيره من الأطباق الأخرى وهو غالبا ما يقدم في الولائم والمناسبات،إذ يتم تحضيره باللحم والخضر السبعة،وغالبا ما تقوم النسوة بدس نواة تمرة أو زيتونة بداخله ومن يعثر عليها يعتبر المحظوظ في هذه السنة الأمازيغية،ويتم تكريمه من طرف الأهل و الحاضرين، وعن تاريخه قال أحد الباحثين أنه طبق متجذر في التاريخ، يحضره الأمازيغ القدامى من أجل لم الشمل و خلق المودة والألفة بين الجيران والأقارب،وقد حافظ الأسلاف على هذه العادة المتوارثة أبا عن جد حتى لا تندثر أو تزول . من جهة أخرى قدمت جمعية " نوميديا الثقافية " المنظمة لهذا المهرجان باقة منوعة من الأنشطة الثقافية والفنية الهامة التي عكست بجلاء الإرث الحضاري والتاريخي لمنطقة الأمازيغ،حيث اهتمت هذه الأخيرة أيضا بالطفل من خلال تسطيرها لمواعيد ترفيهية وتثقيفية مميزة،على غرار المسرح الذي يعد من أهم الفضاءات التربوية التي تساهم في صقل موهبة الصغار و توجيههم،حيث استمتع براعم الباهية أول أمس بأحداث العرض المسرحي " المسافر وحكاياته الرائعة " لجمعية الأمل بوهران وبرز فيها الممثل سمير زموري،كما استفاد هؤلاء أيضا من ورشات فنية نشطتها السيدة " عصمان " حول "كرنفال إيراذ " الذي يتم الاحتفال به باستعمال الأقنعة الملونة والتقليدية المحببة لدى الأطفال،كما تم بعدها عرض فيلم كرتوني جميل يحمل في لبه العديد من القصص الهادفة والممتعة،وحتى تكون سهرة يناير جميلة وشيقة قدمت ذات الجمعية حفلا فنيا ثريا بقاعة السعادة،شاركت فيه الفرقة الفلكلورية "ايديبالان "التي أتحفت الحضور بأغانيها التراثية ورقصاتها الشعبية،كما كان الحفل فرصة للشعراء حتى يقدموا مقتطفات من كتاباتهم الأدبية ويرحلوا بالحضور إلى عالم الخيال والإبداع،كما كان عشاق الجمال والموضة على موعد هم أيضا مع عروض للأزياء العصرية والتقليدية تعرفوا من خلالها على اللباس الأمازيغي وتنوعه من منطقة جزائرية إلى أخرى .