افتتحت الطبعة ال 11 لمهرجان يناير يوم الخميس الماضي بوهران، بتنظيم كرنفال مصغر ل”أيراد”، الذي يرمز لتخليد الثقافة البربرية التي تمكنت من مقاومة الاحتلالات المتعاقبة على مر القرون والمحافظة على طابعها وأصالتها. وأبرز سعد زموش، رئيس جمعية”نوميديا” المنظمة لهذه التظاهرة الثقافية، أهمية ”أيراد”، الذي يعد كرنفالا يحيي يناير، أي رأس السنة في التقويم الأمازيغي، والذي يشتهر خصوصا بمنطقة بني سنوس بولاية تلمسان، حيث طيلة الليالي الثلاثة التي تسبق ”يناير” يتنكر القرويون بمن فيهم الأطفال بوضع الأقنعة والتجوال عبر القرية وهم يغنون ويرقصون. وتم تسطير برنامجا ثريا للأيام الثلاثة للمهرجان، يشمل محاضرات وعروض وزيارات موجهة ومعرض بمشاركة حوالي 15 حرفيا. وستتناول المحاضرات المبرمجة بالمناسبة عدة مواضيع، منها ”يناير رمز التجديد الأمازيغي: تاريخ للاستحضار”، ”يناير عيد وثقافة وتراث يتعين الحفاظ عليه” و”يناير عنصر من الهوية من أجل يوم عطلة مدفوع الأجر”. ويعتبر ”يناير” أول يوم للسنة الأمازيغية حيث يحتفل به منذ القدم بشمال إفريقيا ويبقى شاهدا على تاريخ البربر الذي يعود إلى أكثر من 5.000 سنة. وبالجزائر يتم إحياء هذا اليوم بالعديد من المناطق، على غرار ولاية بومرداس التي تعيش ابتداء من اليوم وعلى مدار أسبوع على وقع نشاطات ثقافية و فنية ثرية ومتنوعة احتفالا برأس السنة الأمازيغية 2966، ينشطها وجوه أدبية وثقافية وفنية. ويتضمن برنامج هذه التظاهرات الاحتفالية المتنوعة التي يحتضن جزءا كبير منها بهو دار الثقافة رشيد ميموني، معارض متعددة ومتنوعة للتعريف خاصة بالتراث الثقافي الأمازيغي والصناعات والحرف التقليدية التي تشتهر بها المنطقة، إضافة معارض متخصصة أخرى حول الرسم بالبذور للفنان تماني عاشور، وأخرى للفن التشكيلي الأمازيغي بريشة الفنان يزيد فليسي. وتحتضن ولاية بومرداس كذلك معارض أخرى للأكلات الشعبية التقليدية واللباس التقليدي الأمازيغي، ومعرضا حول الأواني الفخارية. كما سيتم تنظيم معرض حول الكتاب الأمازيغي، إضافة إلى برمجة أمسيات شعرية بالأمازيغية وحفل فني قبائلي يحييه الفنان حسين بشار، وعرض لفيلم ”لالة فاطمة نسومر”. وتهدف الفعاليات إلى إبراز وإحياء الموروث المادي واللامادي الأمازيغي الذي تزخر به مختلف مناطق الجزائر، وترسيخ القيم والهوية الأمازيغية لدى الجيل الصاعد وتجديد التمسك بأصالة التراث الثقافي الجزائري العريق بكل مضامينه المتنوعة. وللإشارة ستستقبل مدينة باتنة، السنة الأمازيغية الجديدة يناير 2966 من خلال تخصيص أسبوع لمختلف النشاطات المخصصة للثقافة والحضارة الأمازيغية، بمبادرة من الجمعية الأمازيغية أوراس فوروم. وستتميز هذه التظاهرة بعرض برنامج ثري ومتنوع سيسلط الضوء على الأغاني التراثية الشاوية والعادات والتقاليد المميزة لمنطقة الأوراس. وعلاوة على الاحتفالات، يتضمن برنامج إحياء السنة الأمازيغية الجديدة سلسلة من المحاضرات المخصصة لرمزية هذه السنة وتاريخ الجزائر القديم والعادات عبر مختلف المناطق العميقة بالبلاد، علاوة على ورشات مخصصة لتعليم كتابة وقراءة الأمازيغية وكذا التراث الثقافي المادي وغير المادي لعاصمة الأوراس.