شرعت مديرية المصالح الفلاحية لتلمسان منذ أيام في تنظيم حملة تحسيسية ميدانية لفائدة الفلاحين بهدف توعيتهم لإنشاء تعاونيات مشتركة لتفعيل عملية تصدير المنتوج الزراعي بغرض تشجيع المزارع على خدمة أرضه خاصة في مجال المنتوج الموجه للاستهلاك لأنه يعيش مرحلة متذبذبة على مستوى السوق و يساير العرض و الطلب رغم الخسارة التي يسجلها لنفسه إزاء بيع المنتوج بسعر زهيد و في بعض الأحيان يرتفع الثمن رغم تغطيته بالكفاية إلا أن التراجع يبقى وليد هذه الظاهرة التي لم تعرف إطلاقا توازنا مضبوطا يجعل الإنتاج يتحرك اتجاه التسويق الخارجي والصناعة الغذائية التحويلية. و علم من السيد فتوحي محمد المدير الولائي لقطاع الفلاحة أن الحملة التي تعكف عليها مصالحه تتجلى في متابعة النوعية و الجودة لتحفيز فئة الفلاحين على خلق تعاونيات تنقذ منتوجهم من عدم التسويق و تضمن لهم ربحا أكيدا للاستثمار بجنب أصحاب مصانع التحويل عن طريق آليات التسهيل في الدعم المتواصل الذي ينتظر ولوج الفلاح في التصدير لاجتناب التكديس وما ينجر عنه من خسارة لابتعاده عن عاملي التسويق عن طريق الاستثمار و التخزين و هذا ما سيدفع بالفلاحين إلى العزوف عن خدمة الأرض باعتبارهم لم يسايروا إستراتيجية التسهيلات المتعلقة بالدعم المستمر الذي لا زالت الدولة تقدمه لإنعاش هذا الميدان و تطوير أرباحه أكانت بالأسواق المحلية أو الخارجية. **ترغيب المزارعين في تأسيس "كنفدرالية للتعاونيات" ففي شعبة الزيتون و الزيت يعمل مسؤولوها على ترغيب المزارعين في تأسيس كنفدرالية للتعاونيات لرفع قدرات الفلاحين و يعزز المنتوج في ميزان التعامل التجاري بدلا من التفكير في الوجهة التي تشتري منه "الغلة"خاصة و أن هذه الثمرة المباركة تشهد وفرة هامة في السوق المحلية مما يستدعي تشكيل هذه النواة ليس داخل الولاية و إنما ما بين الولايات لبلوغ المسعى الاجتماعي و الاقتصادي في آن واحد خاصة و أن تسويق المنتوج و تخزينه من أولويات النشاط لاستدراك فاتورة الربح إذا ما نظرنا إلى المساحة الشاسعة المغروسة بأشجار الزيتون التي يستطيع الفلاح من منطلقها النهوض بتحويلها في أقرب الآجال أمام تأمين العمال (المنخرطين في التعاونية ) من طرف الصندوق الوطني للتعاضدية الفلاحية و الذي تم البدء فيها مؤخرا لفسح باب التعامل أيضا مع المستثمرين في التحويل الغذائي و توسيع نطاقه الذي لا يزال محتشما و ضيقا بالولاية مع أن الوزارة الوصية دعت لتنظيم الفلاحين بتشكيل هيئة تحت غطاء "التعاونيات" لحصر مردود إنتاجي و سعر مضبوط و محدّد مثلما يحصل حاليا في سعر الزيتون و زيته الذي يباع بثمن يختلف من جهة لأخرى و يتسنى تسويقه بمقاييس خاصة أن تلمسان تزخر بأراضي فلاحية وينتظر إدخالها في المنافسة العالمية و نفس الشيء ينطبق على باقي المنتجات كالحمضيات كروم العنب و البطاطا التي جميعها بحاجة لمخطط تقف عليه عمليتا التسويق و التخزين وتعاونيات تنادي بها دوما وزارة الفلاحة و التنمية الريفية و الصيد كونها الخلاص الوحيد من مشاكل تدني فائدة المزارع مقابل إنتاجه