• الزراعة قوة اقتصادية بديلة للمحروقات نظمت الجمعية الوطنية لترقية زيت الزيتون يومي 30 و 31 ماي الجاري ، بنزل العزة بمغنية الملتقى الوطني الأول حول ترقية زراعة الزيتون بالجزائر ، حضره ممثلون عن وزارة الفلاحة والغرف الفلاحية واتحاد الفلاحين ومدير الفلاحة لولاية تلمسان ، وعدد من الباحثين و المختصين والمتعاملين و المهتمين بقطاع الفلاحة بمختلف ولايات و جامعات القطر الجزائري ، إلى جانب عدد من نواب البرلمان ومجلس الأمة . وقد كشف الخبير الفلاحي السيد بختاوي سعيد للحضور ، في جميع مداخلاته وردوده على أسئلة الضيوف ، عن الأهمية الكبرى لزراعة زيت الزيتون بالجزائر ، الذي يمتاز بجودة عالية ونوعية رفيعة ، تفوق مواصفات زيت الزيتون الإسبانية و الإيطالية التي لها باع طويل في السوق العالمية ، وهو ما أكده الخبراء و المتعاملون الأجانب الذين أعجبوا بالطبيعة البيولوجية لزيت الزيتون الجزائري الذي يحمل مواصفات الغذاء الطبي و الصحي الذي تنفرد به الطبيعة والمناخ الجزائريين . والجزائر أوفر حظا من غيرها من البلدان لاحتوائها على أراضي منخفضة قريبة من الخط الموازي ، وهو ما يؤهلها لإنتاج أحسن نوعية زيت زيتون في العالم ، وقال الخبير بختاوي كما جاء في دراساته حول مستقبل الزراعة في الجزائر ، التي شرع فيها منذ أزيد من عشرين سنة ، أن الجزائر تحوز على ثلاث أرباع المساحة المتوسطية المنخفضة الصالحة للزراعة ، ولذلك فنحن أكثر حظا من جيراننا في المتوسط لأن نكون أكبر قوة زراعية في العالم . و أفاد الخبير بختاوي أن مستقبل الاقتصاد الجزائري ، يجب أن يعتمد أساسا على الزراعة ، ذلك أن جميع المعطيات و المؤشرات تؤكد صحة هذه المعادلة ، وقال نحن مطالبين بضرورة تطوير و تنظيم هذه الشعبة محليا ووطنيا للتغلب على النقائص و المشاكل التي تعيق ظهور هذه القوة الاقتصادية ببلادنا ، ودعا إلى تكثيف الجهود لتحقيق إنتاج أكثر مردودية و بأقل التكاليف الممكنة ، معتمدا في ذلك على عدد من المقاييس المهمة التي رآها كرئيس للجمعية الوطنية لترقية زراعة الزيتون ، أساسية وهامة في تطوير شعبة زراعة زيت الزيتون بالجزائر ، وفي مقدمتها تجميع الفلاحين ولم شملهم في تعاونيات و مستثمرات و أراضي متقاربة و متجاورة من أجل تسهيل عملية معالجة الأشجار في حالة إصابتها بالأمراض و تيسير عمليات الجني الميكانيكية " مستقبلا" ، ويرى الأستاذ بختاوي أن الدعم الذي تقدمه الدولة للفلاحين ساهم بطريقة أو بأخرى في تفقير الفلاحين ، ودعا إلى الاتكال على النفس و تبني طرق علمية ناجعة تجلب الغنى للفلاح و لبلده . و أكد الحضور في هذا الملتقى الوطني على ضرورة اعتماد الطرق البيولوجية و العلمية في الاعتناء بأشجار الزيتون ، انطلاقا من المشتلات التي يرى البعض أنها يجب أن تراقب من قبل مختصين بالمعاهد والجامعات إلى حين غرسها بالأرض المناسبة تربة ومناخا و الاعتناء بها حتى يحين وقت نضجها و قطفها " ابتداء من شهر أكتوبر من كل سنة " ، ثم إعتماد الطرق العصرية في عملية العصر و التحويل ، وهذه من المؤشرات الجيدة التي تمنحنا زيت زيتون رفيعة النوعية يتنافس عليها الإسبان و الأمريكيون و الصينيون و الإيطاليون وعدد من الدول المتطورة التي أدركت في السنوات الأخيرة أهمية زيت الزيتون كغذاء صحي وطبي . وعملية رد الاعتبار لزراعة زيت الزيتون بالجزائر ، ستمكن حسب الحضور المختصين من إنتاج أكثر من 4 آلاف إلى 5 آلاف طن في الهكتار الواحد ، وهو ما إذا تعمم مستقبلا سيتيح تصدير 300 مليون دولار سنويا من زيت الزيتون وتشغيل 3 ملايين من اليد العاملة في هذا الميدان . وأكد الخبراء على ضرورة اعتماد الماء الحلو ، و بالأخص ماء البحر المصفى و المحلى في عملية السقي تفاديا للملوحة التي تسيء للتربة في حالة سقيها بمياه الآبار وغيرها من مصادر المياه ، مع الإشارة إلى أن مشاريع تحلية مياه البحر ذات تكاليف منخفضة مقارنة مع الأرباح المنتظرة من مشاريع زراعة زيت الزيتون بالجزائر . وترى بعض الدراسات أنه من الضروري إنشاء تجمعات لمستثمرات فلاحية على مساحة واحدة قدرها 500 ألف هكتار لتحقيق النوعية المتحدث عنها و العمل بقوة توافق ما يطالب به المتعاملون الأجانب في حالة اعتمادهم على السوق الجزائرية في التزود بمادة زيت الزيتون إضافة إلى الديمومة و مواصلة الإنتاج و التسويق . وقد أشادت ممثلة وزارة الفلاحة السيدة " حرش هجيرة " بمجهودات الوزارة في تطوير و ترقية قطاع الفلاحة بالوطن في مقدمته شعبة زراعة الزيتون ، حيث تسعى هذه الجهات جميعها إلى زرع مليون هكتار من الزيتون مع آفاق 2020 ، وهو ما يؤكد فكرة " زراعة الزيتون قوة زراعية عالمية " . وقد تناول عدد من المتدخلين و الفلاحين المشاكل و النقائص التي تعترض تنمية و زراعة الزيتون بمستثمراتهم و أهمها المياه ، والعدوى بالحشرات و الديدان ، ووسائل الجني القديمة و التقليدية و اشتكوا من المعاملة مع البنوك و المؤسسات المالية . وقد صادقت الأيام الدراسية حول ترقية زيت الزيتون على التوصيات التالية : 1- تطوير إنتاش و إنتاج الشتلات ذات النوعية الجيدة و تفضيل النوع المحلي 2- تنظيم تسيير حقول الزيتون من خلال : - تلقيم الأشجار • مكننة الزراعة في عمليات السقي و الجني و الجمع • التوعية بأهمية المراحل السابقة في إنتاج الزيتون ذو الجودة العالية • تكوين الفلاحين بمراكز متخصصة 3- تطوير و إعادة تأهيل وحدات التحويل و العصر و عصرنتها 4- تسويق زيت الزيتون محليا و دوليا . 5- الاهتمام بمشتقات و مستخرجات الزيتون وزيت الزيتون . 6- التوعية و الاعلام بالفوائد الطبية و الغذائية الناجمة عن تعميم إستهلاك زيت الزيتون .