أكثر من 268 ألف عالم في مختلف التخصصات غادروا الوطن النخبة الجزائرية مطلوبة بقوة في أوروبا قدم الباحث و مدير المركز الوطني للاقتصاد التطبيقي من أجل التنمية "كريد" محمد صايب موسات، أمس بكراسك وهران، قراءة حول ظاهرة هجرة الأدمغة، من خلال ما جاء في كتاب "من هجرة الأدمغة إلى تحريك الكفاءات؟ نظرة مغاربية"، الصادر مطلع السنة الجارية عن منشورات "كريد" بالتعاون مع المنظمة الدولية للعمل، و الذي يعد ثمرة أبحاث طويلة و معمقة أشرف عليها في ظرف قياسي قدر بشهر كامل، و قد ساهم في رفع هذا التحدي، رفقة فريق من الباحثين في علم الاجتماع و الإقتصاد و سياسيين و مختصين في الجغرافيا والإحصائيات، حول هذه الظاهرة الخطيرة، التي باتت تستنزف خيرة العلماء والكفاءات بالجزائر، و كذا بدول المغرب العربي، بل و أخذت منعرجا خطيرا خلال العشرية الأخيرة. و في هذا السياق أكد محمد صايب موسات، أن الأبحاث التي أنجزت حول هذه الظاهرة القديمة، التي يعود تاريخها إلى نحو نصف قرن من الزمن، ارتكزت في الأساس على هجرة الأطباء إلى الخارج، لا سيما إلى فرنسا التي أضحت الوجهة الأولى للأطباء، الدراسة هذه يقول المتحدث، سمحت بمراجعة المعطيات و من خلال التفكير الجدي والدراسة المعمقة، لهذا البحث الذي أنجز بطلب من المنظمة العالمية للشغل، حيث كشف عن أرقام مخيفة، إذا ما علمنا أن عدد العلماء الذين غادروا الجزائر إلى غاية مطلع السنة الماضية، يفوق 268 ألف عالم في مختلف التخصصات العلمية، و تشير الدراسات إلى أن الجزائر، باتت تتصدر قائمة دول الاتحاد المغاربي، فيما يخص هجرة الأدمغة، ذلك أن النخبة الجزائرية مطلوبة بقوة في أوروبا، التي تستفيد حاليا من 2268 ألف من الكفاءات والأدمغة الجزائرية، بين أطباء و أساتذة و باحثين في مختلف المجالات العلمية، 75 بالمائة منهم يعملون في فرنسا، و 11 بالمائة في كندا ، فيما بلغت نسبتهم في بريطانيا 4 بالمائة، التي جاءت متبوعة بإيطاليا وإسبانيا، و عليه فإن هذا النزيف سيطل متواصلا ما لم تتخذ الدولة الإجراءات و التدابير اللازمة للحفاظ على أدمغتها و كفاءاتها و إطاراتها، التي صرفت عليها أموالا طائلة من أجل تكوينها، عن طريق توفير كل الشروط المريحة و المحفزة، من أجل الحد من هذه الظاهرة الخطيرة، باعتبار أن الجزائر هي الخاسر الأكبر في هذه المعادلة.