تغيبين مع الشمس، فأرحل مع آخر شعاع، لأسكن مغارتي واستقبل ليلك الطويل،الريح تعوي خلف نوافذي والصدى يردد ما تيسر من اعترافات على المكان. وجه بلا ملامح في المرايا..معلق على ظهر قلب يلتمس الخضرة من الأعذار وصحراء الهواجس منبت للنار،وتعصف بي الريح مرة أخرى، تنحني قامتي وأنا شموخ النخيل المتدلي من هامات العشق ، تتعبني الظروف المجبرة ، من وجه المرايا نطقت حرفا وفي صمت هواها ارتسمت جراحي... يا لهذا القميص الملطخ بدم الخيانة. رحلت كما رحلت ، أرتل آيات العبور في خشوع ، رحلت من أوراقي والخوف القابع على الشفاه يتلو أذكارها، حين الفجر توارى واتسع مداه خوفي بح صوتي والضائقة تتوعدني بصيف حار ترسمه اليوميات الحزينة،أمد نظري، ترتسم في الأفق خيولك الجموحة وسنواتك الخمس والعشرون العجاف وما تيسر فوقهما من حنين..ها هي أصابع الاتهام يا سيدتي تتوجك بكل إبهام طاغية استولت على قلوب الناس..أسكر من دون الآخرين منك وتصورني الخرافة في الانبعاث ضحية. يا وجعا يمتد في المدى..أعزف ما تبقى من عطر دمعة تحمل آخر العواصف، ومنك صهيل، باك لخيول مرابطة في جفون الليل .قبل انقضاء الكوابيس تجيئين بالرغبة ،بالهيام ، بهزائم الماضي المبتل بصرخات من صلبوا في قلب الذاكرة،تأتين بمراسيم العزاء أولا ثم بالأماني المنسية وعلى خطى الدرب الطويل أراك محملة بعناصر الملحمة والامتياز. أتعشقين وجها وشمت وجهه حروف من نار يكتب الغياب؟وتستهويك القراءة بين السطور تتخلصين من حروف العلة، تقتربين من حروف الاستفهام وفي نبرتك يستوي الظل بالظل، يتلاشى المنطق والمعقول أغنية لا تعنيك يتغنى بها كل من نجوا من العاصفة. أجيبيني لم تسكنك الورطة مثلي؟لم لا تترك لك الدهشة ما تيسر من ثبات ؟ لم لا تكتب لك الشهادة في الانفجار الأخير مثلي ؟.أسننجوا من آخر مجزرة لكي نبقى شهودا ونؤرخ للمسألة ؟، لو لم نلتق في عنق الزجاجة، لو لم تقاسميني الشفق الأحمر، لو لم تكوني كما تخيلتك لأعدت تشكيلك في لغتي لكي لا تفقد الحياة حياتها،لكي لا تفقد اللذة لذتها.لكي لا نفقد بعضنا البعض. مرة أخرى أشم أنفاسك في القرب و أسكر في بعدك وأتلاشى في حرارة قهوتك سكر. وتتوحدين مثلي في زاوية المنتهى حتى نصير من الألم دالية لكل المفقودين،لكل المنفيين. أنت يا سيدة الجرح والملح والفرح عندما تدق أجراس النسيان..أتوق أن تنبعثي من رماد قلبي لأبعث ثانية من رمادك، لو يمكنك الصهيل مثلي..لو تتجرعين سموم الضياع مثلي جرعة زائدة وتعودين مع مواسم التأبين،ظل يتبعني تخلص من الانكسار..ما لم تعلميه يا سيدتي إني سأحتفظ لك بكل الحسنات في زمن كانت وجهتك كل الرياح..وتنفردين كالموت بالجبروت.. آذار جاء بك من الملكوت ربيع أخر تتحدين الفصول تقتربين وتبتعدين كتنهيدة البرق في الومضات سيدة العقل ما دمت أنت الضحية مثلي ، يا ترى من سرق الحكمة من معبدي المحروس؟..