بقلم: ربيع خروف/ الجزائر رغب الفؤاد عنكِ و ضجر كلّما حدّثته بالاقتراب نفر و في النفس أنّاتٌ تموج و تستعر تكاد تفجّر القلب العليل المحتضر رأيت الضّمير قد فر ّ هاربا أو غطّ في النّوم العميق المستمر رأيته ينحو كالمفعول به أفقَدَ الفعلَ؟ أم أنّه لم يشأ ظهورا؟ فأمسَ ضميرا يستتر... و كلّ ما تكسبه الأيادي حصاد‘ زرع ٍ قد كان د‘وِّن في الألواح وسطِر و المرء اللّبيب يعلم من حياته ما قد قُدر وما يمكن تغييره إن اقتدر نور و طين، مخيّرٌ مسيّرٌ، جنّة و سقر رحلة من الصِّفر من العدم من أوّل كلمة البدء، إلى سفر التكوين، إلى الفاتحة الخاتمة للسفر من أوّل بكاء إلى آخر تنهيدة في العمر... دعيني ابدأ منك و بك و فيك و إليك دعيني أستعير ما قاله شاعر النهد ذات قصيدة و أتساءل معه :[ لماذا تلمسين الخيل إن كنت تخافين الصهيل؟] لماذا لا تعرفين من كلمات ماضي الشوق إلاّ القليل؟ وفي قلب النقاش ترتجلين العويل؟ لذا، ولأجلك أحرقت كل قواميس الّلغة العربية وصنعت من رمادها مرهما سأجرّبه عليك ذات ليل يا مدينة النّفاق، سأهديك أيضا ً ظلّ النخيل لا حياة للكلمات داخل المعجم الكلمات مثلنا -يا صغيرتي- تحب وتكره، و تكوِّن الصداقات لذا، دعي عنك القواميس فهي مَشرَحَةٌ لرفاة المفردات هذه مرثيّتك يا ابنة المصونات من غواني الحضر حين أجلس مع نفسي أسامرها أشعر بهزّات الخطر وأنّ في سمائي غيوم‘ بركان ٍ عطّلت كلّ رحلاتي إليك واكتظّت برأسي الأفكار كالنّاس كالطائرات في المطارات لكن براكيننا العربيّة لا تنفجر إلاّ بين الكتابات أو على شفاه الجميلات يا امرأةً لم تحترم يوما ماضيها فحطّمت كلّ المدن قد تهاوت حصونك يا جزائر و انهارت جسورك يا قسنطينة و تلمسان صارت تبكي صوامعها و قباب الوادي أضحت حفر فرويدك، يا ابنة فاطمة انسومر، ما هكذا تورد الإبل يا ابنة المرابطين و العرب الفاتحين يا سليلة القبائل الأحرار الثاّئرين حيّرتني مرّتين، حين أضحيت تبيعين، غنجك الكاذب بالملايين لهؤلاء المسنّين من المسؤولين من تساقطت ثلوج أفئدتهم و عقولهم بعد الستّين و حين قدّمتِ لهم طبقك الأشهى و قمت تسقين و حبيبات الكسكس بالنبيذ، رحت تمزجين ترقصين و تقلبين الموازين ترى مَن مِن عيون الرجال ستغير؟ يوم زفافك من خيط الذّهب، فوق الحرير، الذّي تلبسين ستمضغك ألسنة النسوة و تلوكك أفواه عواصم الدنيا لكنّك و كعادتك لا تكترثين و تحاولين بالجهل أن تدارين، دمعات حبستهن السنين يا حربا من الغواية يا محطّمة أساطيل العثمانيين قد أعيت بحيرتك الصغيرة قلوعي و المجاديف تكسّرت فوق صدرك يا هازمة الشياطين و السلاطين... * شارك: * Email * Print