في إطار برنامج المنافسة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة المتسابقة على جائزة الأهقار الذهبي لهذه الدورة احتضنت أول أمس قاعة السعادة عرضين لكل من قطر وسوريا الأول بعنوان »عقارب الساعة« للمخرج خليفة المريخي، والعرض الثاني بعنوان »حراس الصمت« للمخرج سمير ذكرى، وعرضت بالموزاة جملة من الأفلام القصيرة التي كانت في القمة وعكست مستوى رائع للإنتاج السينيماتوغرافي العربي وجاءت »عقارب الساعة« لتبرز خصوصية الفن السابع لدولة قطر بحيث عكس الفيلم في مدة 99 دقيقة والذي أنتج هذه السنة جوانب من الحياة القطرية في بداية القرن العشرين وسمح العمل بتسليط الضوء على جوانب فنية مهمة في جماليات الانتاج السينمائي الخليجي وإستطاع خليفة المريخي ان يلخص تاريخ الشاشة الفضية في قطر من خلال هذه المحطة الإبداعية التي احتوت احداثا درامية شيقة ومثيره جمعت لوحات فنية متنوعة سنأتي على تفاصيلها. إقتبست الأحداث الاسطورية لهذا الفيلم من تاريخ قطر بداية القرن الماضي في احدى القرى البعيدة المعروفة بقرية الصيادين وتبدأ القصة التي تحمل الكثير من المشاهد الخيالية عندما يظهر عتيق بن بارود بعد أن ينجو من الغرق من على السفينة هذه التي ترمي بهما على أرض جزيرة بعيدة، ولم يكن الرجل الصياد وحده بل بصحبة رضيع نائم بداخل صندوق واستدعت الظروف أن يعش الرجل ليربي سعد بين أعضاء تلك الجزيرة النائية حتى يكبر الطفل وبعد 30 عاما يكتشف سرا غريبا يكمن في علاقة سرية كان يقيمها عتيق مع جن يقوم يتلقينه أصول فن الموسيقى الضوئية لصيادين اللؤلؤ، العرب والفرس وتسمى بفن »الفجيري« وكان عتيق بن باردود يتعلم الموسيقى مع ثلاثة من أصدقائه هؤلاء الذين خانوا الإتفاق الذي أبرموه مع الجن والمتمثل في عدم إفشاء السر وعندما يفش هذا الأخير يقوم الجن بمعاقبة الأصدقاء في حين ينجو عتيق بن بارود الذي يستثنيه الجن من العقوبة وهكذا عاش الجمهور أول أمس بقاعة السعادة على وقع مشاهد من الخيال والإثارة في قصة كشفت عالم صيادي اللؤلؤ في الخليج العربي وأساطيرهم وتعابيرهم الفنية كما كانت هذه اللوحة السينمائية محطة إبداعية أراد من خلالها المخرج تصوير التراث الشعبي اللامادي لدولة قطر من خلال فن »الفجيري« وفن صيادة اللؤلؤ. ويعتبر المخرج خليفة المريخي من السينمائيين الناجحين في الخليج العربي وفضلا على تجربة الإخراج له تجربة طويلة في كتابة السيناريو علاوة على تخصصه في مجال النقد السينمائي الى جانب التمثيل المسرحي خليفة المريخي حامل لشهادة ماجستير في الاخراج من جامعة شابمان بلوس أنجلس وقدم أدوارا صغيرة في مسرحيات عديدة في دولة قطر والإماراتالمتحدة العربية، واستغل كمخرج مساعد في التلفزيون من سنة 1984 الى سنة 1993 وأخرج أول فيلم تلفزيوني له سنة 2000 وأنجزه عدة أفلام قصيرة وقصيرة جدا في إطار مشواره الفني الطويل، وتحصل على الكثير من الجوائز في الفيلم القصير، ويدخل بفيلم »عقارب الساعة« لأول مرة تجربة الأفلام الروائية الطويلة ليوقع مشاركته لأول مرة في مهرجان وهران السينمائي الدولي الذي رسمت فيه بانوراما الأفلام العربية المبرمجة ضمن المنافسة لوحة رائعة جسدت جماليات الصوت والصورة وكانت الأفلام المختارة لهذه الدورة ذات مستوى راق. هذا وتسهر على تقييم جملة العروض السينمائية الطويلة والقصيرة لجنة تحكيم تتكون من سينمائيين مختصين صرحت أن التقييم بات صعبا أمام العروض الراقية التي أكدت تحسن مستوى السينما العربية وتصف في هذه الدورة من المهرجان الدولي للفيلم العربي حالها الجيدة، وتتواصل عروض الأفلام اليوم مع تقديم »توب الشمس« لسيد سلمان الموري من الإمارات العربية و»كرانتينا« لعدي عثمان من العراق وفيلم آخر ديسمبر لمعزكمون تونس و»المنسيون في التاريخ« لحسن بن جلول من المغرب وتدخل ضمن قائمة الأفلام الطويلة، هذا وستفتح اليوم أشغال أولى ندوات المهرجان الدولي للفيلم العربي والتي تخص موضوع »النقد السينمائي« وتحتضن قطعة متحف السينما الجزائرية فعاليات هذا اللقاء الدولي الذي تنشطه نخبة من الأسماء الفنية والنقاد السينمائيين جزائريين وعرب، وتقام هذه الندوة على هامش التظاهرة الدولية من أجل إثراء الحدث والدخول في تفاصيل الفن السابع العربي وطرح مختلف الآراء ووجهات النظر من أجل الرقي بهذا الفن من خلال عدة محاور ونقاط سيتم تسليط الضوء عليها في هذه الندوة الأولى.