النقد الصحفي مسؤول عن واقع الحركة الركحية في بلادنا وجوب ضبط النشاط الاحترافي للفرق الفنية اختتم أول أمس قسم الفنون المسرحية لجامعة أحمد بن بلة 1 بوهران فعاليات الملتقى الوطني الأول حول حوارية المسرح والمعارف الإنسانية، وذلك بالتزامن مع العيد الوطني للطالب، وقد دعا المشاركون في اليوم الأخير إلى ضرورة وضع إستراتيجية خاصة بالثقافة وفن الخشبة ، مبرزين أهمية التواصل بين الحقل الركحي والمعارف الإنسانية الأخرى، كما تم تقديم باقة منوعة من المداخلات القيمة التي وقعها عدد من الأكاديميين والمختصين، على غرار الأستاذ محمد بوكراس من جامعة المدية الذي تطرق في محاضرته لواقع النقد الصحفي ودوره في الحركة المسرحية الجزائرية،مركزا على الإرهاصات الأولى للنقد التي انحازت للنص على حساب كل من العرض، المضمون، اللغة والإيديولوجيا، وكذا على حساب البعد الجمالي، موضحا أن النقد المسرحي الصحفي رغم ذلك استطاع منذ بداياته أن يحفظ الذاكرة المسرحية ويوثق للفاعلين المسرحيين وللممارسة في حد ذاتها عبر كتابات الإعلاميين أمثال بن ديمراد، جروة، وهبي وبوعلام رمضاني و غيرهم، إلى درجة تحمل النقد الصحفي مسؤولية واقع الحركة المسرحية في بلادنا ، كما تساءل الأستاذ بوكراس عن دور النقد، فيما إذا كان مقتصرا فقط على الحفظ والتوثيق والتغطيات الخبرية والانطباعات السريعة، أم حان الوقت للارتقاء بالذوق الجمالي عند الجمهور . من جهته عالج الدكتور عبد الحليم بن عيسى تداولية الحوار الركحي في مسرح علولة ، حيث أشار إلى الخطاب المسرحي الذي يعتبر خطابا تواصليا بامتياز يتأسس في جوهره على المحاورة باعتبارها فعالية كلامية يتمظهر من خلالها النص على خشبة المسرح، وتعد المقاربة التداولية التي تختص بدراسة الاستعمال الكلامي في تلفّظه وانجازه من بين أهم المقاربات التي من شأنها أن تسهم في الوقوف على مختلف المبادئ و الاستراتيجيات التي يبنى عليها الحوار المسرحي، وبالتالي الكشف عن الانجازات والوظائف التي قد لا يشير إليها المخرج أو الكاتب المسرحي، كما أكد الدكتور عبد الحليم على أن تداولية الحوار المسرحي قد تسهم من خلال محاورات شخصياته و تفاعلاتها في الكشف عن مكونات النص المسرحي مقدما عدة نماذج من مسرحيات عبد القادر علولة . وفي ذات السياق تحدث الدكتور لخضر منصوري عن المسرح و التسيير، وكذا تطور الفنون بشكل عام و المسرح بوجه خاص، حيث قال إنه حان الوقت لضبط النشاط الاحترافي للعديد من الفرق من خلال الاستعانة بقوانين السوق، وما تتطلبه من تنظيمات في مجال الموارد البشرية والمالية، حتى يتسنى لها الاستمرار في توزيع منتوجها المسرحي وفق العلوم التجارية والاقتصادية، موضحا أن التجربة الجزائرية في مسرح التعاونيات أحسن نموذج للدراسة في تحليل سوق العمل و كذا الإنتاج الركحي، وفي الأخير قدم قسم الفنون بقاعة طلاحيت بوخلوف بجامعة وهران مونولوج " متزوج في عطلة" للمؤلف تأليف مراد سنوسي و آداء الممثل سمير بوعناني .