أعطيت أول أمس بحديقة الحيوانات ببن عكنون بالجزائر العاصمة إشارة تصوير أولى مشاهد الفيلم الروائي الطويل الموجه للأطفال "الكبش الساحر" للمخرج الجزائري صادق الكبير الذي يتناول فيه موضوع محبة الحيوانات وحمايتها. وقدمت خلال المشاهد الأولى لهذا العمل حوارات بين الممثلين وكلهم من الأطفال تناولت وجهات نظرهم المختلفة حول الحيوانات بحضور وزير الثقافة عز الدين ميهوبي الذي أعطى إشارة انطلاق التصوير والمدير العام لوكالة الأنباء الجزائرية عبد الحميد كاشا وعدد من الممثلين والسينمائيين الجزائريين. ويتناول العمل الجديد لصادق الكبير عبر 90 دقيقة قصة رحلة مدرسية سحرية لمجموعة من التلاميذ إلى حديقة الحيوانات رفقة معلمتين، حيث يتطرق دليل الرحلة في حواراته مع التلاميذ لأهمية محبة الحيوانات وحمايتها،الفيلم من بطولة المخرج الذي يؤدي دور دليل الحديقة ومديرها الأسبق، حيث يتحول أحيانا وأمام المرآة إلى كبش، ولا تكتشف ذلك إلا الطفلة كرومي أمينة التي تؤدي دور التلميذة المجتهدة "خولة" التي تتحول بدورها إلى خنفوسة، وتثير بذكائها الكبير اهتمام هذا الدليل فتنشأ بينهما علاقة حوارية سحرية . ويشارك أيضا في هذا العمل الذي يقدم حواراته بالعربية الفصحى حوالي 20 طفلا من مختلف مناطق الجزائر تتراوح أعمارهم بين 9 و 16 عاما،ومن المتوقع أن تنتهي مرحلة التصوير الأولي للفيلم الذي سيصور بين الجزائر ، جيجل و القالة في 5 جوان، على أن تنطلق مجددا في 10 جويلية لتكتمل في 25 من نفس الشهر، وفقا لمدير الإنتاج التونسي معز بن حسن. واعتبر المخرج صادق الكبير أن العمل هو أول فيلم روائي جزائري طويل موجه للأطفال، منتقدا الغياب التام لأفلام الأطفال في الجزائر ، وعدم الاستثمار في هذا المجال ما يعكس انعدام الاهتمام بهذه الشريحة، كما أعربت الممثلة كرومي أمينة ، وهي مسرحية من ولاية أدرار عن سعادتها للمشاركة في هذا العمل معتبرة أن تخصيص فيلم للأطفال بادرة كبيرة ورائعة، وقال مدير التصوير حميد أكتوف أن هذا العمل مثله مثل أي فيلم سينمائي آخر ،غير أن الفرق يكمن فقط في إيلاء الأهمية لكيفية التعامل مع الصغار من الناحية التقنية وخصوصا في المشاهد الأولى. كما ثمّن من جهته وزير الثقافة بادرة إنتاج هذا الفيلم معتبرا أنه سيكون تجربة مرجعية بالنسبة لسينما الطفل، وسيفتح آفاقا لأفلام أخرى، داعيا لضرورة الاهتمام بالطفل الجزائري الذي صار يستهلك كثيرا البرامج الأجنبية. تبلغ ميزانية العمل 200 مليون دج، حيث تنتجه المؤسسة الخاصة " لالا مولاتي" بالتعاون مع الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي التي تشارك ب20 بالمائة من هذه الميزانية وفقا للمخرج، وقد أنجز صادق الكبير وهو أيضا قاص وكاتب مسرحي العديد من الأفلام الوثائقية والبرامج التلفزيونية الموجهة لشريحة لأطفال وباللغات العربية و الأمازيغية والفرنسية وبعضها موجه لذوي الاحتياجات الخاصة كما أنه يعتبر أول من أنجز شريط مرسوم جزائري بالأمازيغية .