اعتاد في العطل الكثير من الأطفال من مختلف الأعمار بمناطق ولاية البيض على مواصلة مشوارهم التعليمي في حفظ القرآن الكريم وترتيله وأصول الدين والفقه والنحو والقواعد لاسيما تلاميذ المدارس الذين يغادرون مؤسساتهم في الصيف حيث يقبلون على دُور العلم التقليدية القائمة كالكتاتيب والزوايا على ضرورة التحصيل العلمي على أيدي شيوخ وأئمة مؤهلين ما زالوا متمسكين باللوحة والقلم الخشبي و"الدواية " أو الحبر التقليدي و الصلصال المادة الطينية المستعملة في محو الألواح لترافقهم طيلة أوقات الدراسة بدور العلم وهذا التحول المتواصل من التعليم الأكاديمي الرسمي إلى التعليم التقليدي بمختلف المنشآت والزوايا الدينية يشجعه عامة السكان بمناطق ولاية البيض حسب تعبيرهم ،حيث يلجأ الكثير من الأولياء لتعليم أولادهم هذا التعليم الناجح الذي أصبح ضروريا ونافعا للأجيال هروبا من الفراغ الكبير الذي قد يوقع الأبناء في "المتاهات" لحثهم على حفظ كتاب الله و إشغالهم بما ينفعهم في غياب وسائل التسلية والاستجمام المكلفة وهناك من يرى أن هذا الإقبال الكبير على حفظ كتاب الله يعود إلى التقاليد الراسخة في المجتمع وتمسك الأسر المحافظة على هذا النوع من التعليم الذي لا يزال متواصلا بمعظم مناطق ولاية البيض وما تجدر إليه الإشارة ان الكثير من الأولياء يحرصون على تعليم أبنائهم أصول الدين الإسلامي بالمدارس التقليدية وذلك لإتباع المناهج الإسلامية التي أثمرت بناجحات في تربية النشء لاسيما كما حدث خلال العقود الماضية بالمعهد الإسلامي القديم بالأبيض سيدي الشيخ الذي تخرج منه العديد من الطلبة والإطارات من خلال مزاولتهم الدراسة به التي تعتمد أساسا على حفظ القرأن الكريم بالدرجة الأولى وكذا شتى العلوم وبغض النظر عن ترسيخ الثقافة الإسلامية في شتى المجالات والميادين لا تزال تشهد معظم الزوايا والمدارس القرآنية بعاصمة الأبيض سيدي الشيخ كمدرسة الحاج المازوزي ودار القرآن بالقصر الغربي ومدرسة الشعراوي ومدرسة حي الاستقلال وكذا المدارس القرآنية بالمساجد يوميا اكتظاظا من قبل البنات والبنين من مختلف الأعمار حتى كبار السن على طلب العلم وتعلم أصول الدين الإسلامي .