تشهد خلال حلول الصيف معظم الزوايا والمدارس القرآنية المنتشرة بمدينة عاصمة سيدي الشيخ إقبالا منقطع النظير من قبل تلاميذ المدارس التعليمية تقريبا من جميع الأطوار وكذا حتى الأطفال من مختلف الأعمار والمستويات لاسيما خلال شهر رمضان الكريم وذلك لمواصلة مشوارهم التعليمي في حفظ ما تيسر من كتاب الله على أيدي شيوخ وأئمة مؤهلين. ما زالوا متمسكين "باللوحة والقلم الخشبي والدواية" أو الحبر التقليدي و الصلصال (المادة الطينية المستعملة في محو الألواح) لترافقهم طيلة الموسم الصيفي في عبق الحفظ..وهذا التحول المتواصل من التعليم الأكاديمي الرسمي إلى التعليم التقليدي بمختلف المنشآت الدينية قد أفرزته ظروف اجتماعية وتقاليد عقائدية حضارية، إذ أن هناك من يرى أن لجوء الأولياء لهذا التعليم يعود إلى قلة الإمكانيات وغياب وسائل التسلية المتاحة وقلقهم من الفراغ الكبير الذي قد يوقع الأبناء في "المتاهات" لحثهم على حفظ كتاب الله و إشغالهم بما ينفعهم في غياب وسائل التسلية والاستجمام المكلفة وهناك من يرى أن هذا الإقبال الكبير على حفظ كتاب الله يعود إلى التقاليد الراسخة في المجتمع وتمسك الأسر المحافظة بهذا النوع من التعليم الذي لايزال متواصلا بمعظم مناطق البلاد وكذا بعدة أقطار عربية إسلامية وتجدر الإشارة بان الكثير من الأولياء يحرصون على تعليم أبنائهم أصول الدين الإسلامي بالمدارس التقليدية وذلك لإتباع المناهج الإسلامية التي أثمرت بنجاحات في تربية النشء لاسيما كما حدث خلال العقود الماضية بالمعهد الإسلامي القديم بعاصمة أولاد سيدي الشيخ الذي تخرج منه العديد من الإطارات من خلال مزاولتهم الدراسة التي تعتمد أساسا على حفظ القرأن الكريم وترتيله وكذا الفقه والأحاديث النبوية وبغض النظر عن غزارة الثقافة الإسلامية في شتى المجالات التي ترسخها المباديء المنتهجة بجل مناطق الجهة على غرار المناطق الأخرى بالوطن .وتجدر الإشارة بان معظم أولياء التلاميذ يحرصون كل صائفة وحتى خلال العطل الموسمية على إلتحاق الأبناء بالمدارس القرأنية قصد تشجيع التحصيل العلمي النافع بحفظ القرآن الكريم وهذه الثقافة لقد عرفت ترسيخا واضحا بالمجتمع ..وللتذكير فإن الزوايا والكتاتيب القرأنية تعرف حركية دائمة في إستقبال حفظة القرآن الكريم من متخلف الأعمار والمستويات بالأبيض سيدي الشيخ وهذه القيم لا تزال متواصلة عبر التاريخ.