جامع كتشاوة معلم تاريخي في غاية الجمال، يُعد من أبرز وأروع المعالم التاريخية التي تحتضنها القصبة، بناه العثمانيون سنة 1021 /1612 ، حوّل إلى كنيسة بعد أن قام الجنرال "دو روفيغو" القائد الأعلى للقوات الفرنسية الذي كان تحت إمرة قائد الحملة الفرنسية الاستعمارية "دوبونياك"، بإخراج جميع المصاحف الموجودة فيه إلى ساحة الماعز المجاورة التي صارت تحمل فيما بعد اسم ساحة الشهداء، وأحرقها بالكامل، فذلك المنظر أشبه بمنظر إحراق "هولاكو" للكتب في بغداد عندما اجتاحها. وقد قام الجنرال روفيغو، بعد ذلك، بتحويل الجامع إلى إسطبل، بعد أن قتل فيه من المصلين ما يفوق 4 آلاف مسلم كانوا قد اعتصموا فيه احتجاجا على قراره تحويله إلى كنيسة، وكان يقول: «يلزمني أجمل مسجد في المدينة لنجعل منه معبد إله المسيحيين» ثم هدم المسجد سنة1832 ، وأقيم مكانه كاتدرائية، حملت اسم "سانت فيليب"، وصلّى المسيحيون فيه أول صلاة مسيحية ليلة عيد الميلاد 24 ديسمبر 1832 م، فبعثت الملكة "إميلي زوجة لويس فيليب" هداياها الثمينة للكنيسة الجديدة، أما الملك فأرسل الستائر الفاخرة، وبعث البابا "غريغور السادس عشر" تماثيل للقديسين. جامع كتشاوة، تحفة معمارية عثمانية آية في الجمال، سمي بكتشاوة نسبة إلى السوق التي كانت تقام في الساحة المجاورة، وكان يطلقون عليها اسم "سوق الماعز"، يقع جامع كتشاوة بالقرب من مدينة القصبة بالجزائر العاصمة، ويعد الطابع المعماري للقصبة عثمانيا خالصا، في سنة 1382 ه الموافق ل 2 من نوفمبر 1962، أقام العلامة الجزائري البشير الإبراهيمي صلاة الجمعة في جامع كتشاوة بالجزائر، وكانت هذه هي الجمعة الأولى التي تقام في ذلك المسجد بعد 100 عام من تحويل الاحتلال الفرنسي هذا المسجد إلى كنيسة. يحظى مسجد كتشاوة، إضافة للجامع الكبير باستقبال العلماء الكبار الوافدين إلى الجزائر من مختلف أنحاء العالم الإسلامي، حيث تقام دروس يحضرها الآلاف من المصلين.ورغم مرور الزمن، لا يزال هذا المسجد يحافظ على تاريخه ويقف شامخًا متصديًا بذلك الظّروف الطبيعية الصعبة، حيث يوجد في الواجهة البحرية للعاصمة الجزائرية، فالداخل إلى حي القصبة العتيقة يتراءى له من بعيد الجامع الذي يتوسّط ساحة الشهداء.