أعلنت مسؤولة التراث بمديرية الثقافة لولاية الجزائر، كريمة صادقي، أنه سيتم الشروع خلال الأيام المقبلة في أشغال استعجالية على مستوى جامع كتشاوة· أوضحت صادقي أن ''هذه الأشغال التي تأتي بعد عملية تشخيص ودراسات ستدوم 12 شهرا، وستكون متبوعة بأشغال ترميم''، وتتمثل هذه العملية التي ستكون مسبوقة بأشغال تأمين وتنظيف الأسطح في تدعيم المآذن والقبة المركزية للواجهة الرئيسية والتدعيم الداخلي للجزء الفارغ للمدرج وكذا تدعيم فتحات الواجهات· جدير بالذكر أن جامع كتشاوة يعتبر من أشهر المساجد التاريخية بالعاصمة الجزائرية· بني في العهد العثماني سنة 1021 ه/1792 م لكنه حول إلى كنيسة بعد أن قام الجنرال الدوق دو روفيغو القائد الأعلى للقوات الفرنسية الذي كان تحت إمرة قائد الحملة الفرنسية الاستعمارية ''دوبونياك'' بإخراج جميع المصاحف الموجودة فيه إلى ساحة الماعز المجاورة التي صارت تحمل فيما بعد اسم ساحة الشهداء، وأحرقها عن آخرها، فكان منظرا أشبه بمنظر إحراق هولاكو للكتب في بغداد عندما اجتاحها· وقد قام الجنرال روفيغو بعد ذلك بتحويل الجامع إلى إسطبل، بعد أن قتل فيه من المصلين مايفوق أربعة آلاف مسلم كانوا قد اعتصموا فيه احتجاجا على قرار تحويله إلى كنيسة، وكان يقول: ''يلزمني أجمل مسجد في المدينة لنجعل منه معبد إله المسيحيين'' ثم هدم المسجد بتاريخ 18/12/1832 م، وأقيم مكانه كاتدرائية، حملت اسم ''سانت فيليب''، وصلّى المسيحيون فيه أول صلاة مسيحية ليلة عيد الميلاد 24 ديسمبر 1832 م، فبعثت الملكة ''إميلي زوجة لويس فيليب'' هداياها الثمينة للكنيسة الجديدة، أما الملك فأرسل الستائر الفاخرة، وبعث البابا ''غريغور السادس عشرة'' تماثيل للقديسين، وبعد الاستقلال، تم استرجاعه وتحويله إلى مسجد· ويمثل كتشاوة إلى جانب ما سبق تحفة معمارية تركية فريدة من نوعها، وسمي ب ''كتشاوة'' نسبة إلى السوق التي كانت تقام في الساحة المجاورة، وكان الأتراك يطلقون عليها اسم: سوق الماعز، ويتواجد هذا الجامع بالقرب من مدينة القصبة بالجزائر العاصمة، وللعلم أن القصبة بناياتها كلها تعود للعهد العثماني في الجزائر· في 4 من جمادى 1382 ه الموافق ل 2 من نوفمبر 1962م تمت إقامة صلاة الجمعة في جامع كتشاوة بالجزائر، وكان خطيبها العالم الجزائري الشهير البشير الإبراهيمي، وكانت هذه هي الجمعة الأولى التي تقام في ذلك المسجد بعد مائة عام من تحويل الاحتلال الفرنسي هذا المسجد إلى كنيسة·