يشهد قطاع النقل الحضري حالة كارثية وأوضاع مزرية نتيجة الإزدحام الذي تعرفه شوارع المدينة لا سيما هذا الأسبوع ونخص بالذكر خط 34 الرابط بين ساحة فاليرو إلى غاية حي الرائد الشريف يحيى بالسانيا، وخط 51 الذي يربط بين قصر الرياضة إلى غاية حي الياسمين وكذا خط 11 و102 ، حيث إشتكى معظم المواطنين من هذه الأزمة الحادّة خاصة الموظفين حيث أصبحوا يقضون ساعات من أجل الوصول إلى المكان المقصد إليه. وعليه الناقلون الخواص يعيشون أوضاعا متردية منها الموضوعية ومنها المفتعلة فالعشرات من الحافلات التي تجوب شوارع المدينة وتنقلها تعرف بدورها خللا في التنظيم والمراقبة بسبب فرض أصحابها لقانونهم والخاص بهم. حيث أفاد بعض الزبائن على أن أصحاب الحافلات لا يحترمون نقاط التوقف المخصصة لهم وكم من حافلة لا تكمل مسارها وغالبا ما تنجم عن ذلك مناوشات ومشادات بين الزبائن وأصحاب الحافلات لأنهم رفضوا المسار . كما أضافوا على أنه توجد أزمة نقل حادة رغم توفر أزيد من 76 حافلة تنشط عبر خط 51 حيث الناقلون لا يستكملون المسار خصوصا وإذا لوحظ أن الحافلة تخلو من الزبائن المتوجهين نحو نقطة التوقف المعلومة ليغير السائق الإتجاه ويتخذ مسارا آخر. وفي ذات السياق استفحلت كذلك ظاهرة التسابق الجنوبي والمطاردة بين الحافلات من يتمكن الوصول أولا ناهيك عن السرعة والفرملة غير عقلانية والتجاوز ضف على ذلك المشاحنات والمشاداة اليومية التي تشمئز لها النفوس. وما زاد الطين بلة هو الإزدحام داخل هذه الحافلات إذ أن الحافلة تتسع ل 80 شخصا على الأقل فقط غير أن القابضين يملؤونها بأزيد من 100 شخص فهذا الأمر وصفه الركاب بالجنوني حيث أصبحوا يقولو ن للقابض افتح سطح الحافلة لنصعد إلى الطابق الثاني، ولكن الشيء المؤسف هو حدو ث عدة سرقات لأن هذا الإ زدحام يسمح للصوص بالتعدي على الركاب و سرقة أغراضهم. وعليه هذه الفوضى ناجمة عن وجود خلل في التنظيم والمراقبة وعدم خضوعهم للقانون المنظم لحركة السير داخل النسيج الحضري وغياب مخطط فعلي يرفع الضغط المفروض عن وسط المدينة الذي يشهد حركة مرور كثيفة طوال أيام الأسبوع حيث رجح سائقي الحافلات بخصوص هذا الشأن على أن الأمر يعود إلى أشغال الترامواي »نور« وما خلفه كذا مرة من غلق محور السير وما نجم عنه أيضا من حفر التي تعرقل حركة المرور وتماطلها وضيق الطرقات والتي شكلت هاجسا حقيقيا. حيث يصعب عليهم ايجاد مكان قصد التوقف مما يدفعهم إلى عدم احترام اشارات المرور في عدة شوارع من المدينة وهذا الضغط أحدث عدة طوابير من السيارات وعليه أصبح سائقي المركبات لا يحترمون المسلك المخصص لهم وهذا لربح بعض الوقت.